تقرير عن الندوة السياسية الرابعة في روتردام
Tuesday, 05 May 2015 00:04 Written by اللجنة المنظمة للندوة السياسية في روتردامعقدت الندوة السياسية الشهرية التي يقيمها الإرتريون في روتردام بهولندا، بتاريخ 11 أبريل 2015، بمقر جبهة الإنقاذ الوطني الإرترية بروتردام. وشارك في الندوة لفيف من أعضاء وكوادر وقيادات مختلف التنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني، وإعلاميين وناشطين مستقلين مهتمين بقضايا وهموم الوطن. كما لوحظ حضور ومشاركة ملفتة من فئة الشباب.
تحت عنوان (أزمتنا .. هل تكمن في مفاهيمنا السياسية، أم في تعدد القوى السياسية.. !!) قدم العضو البارز في حزب الشعب الديمقراطي الإرتري، الأستاذ ضرار منتاي، ورقة شاملة للأزمة الإرترية .. تعريفها، مسبباتها، والحلول العلمية لها. فيما يلي نصها:
أزمتنا.. هل تكمن في مفاهيمنا السياسية..
أم في تعدد القوى السياسية..؟
من الثقافات الموروثة في مجتمعنا الإرتري ، اتباع النظام سواء في حلقة تناول الطعام أو القهوة، والتعاون في الأفراح والأتراح والوقوف مع المحتاجين في شكل نفير. إلا أننا لم نرتق بهذه الثقافة، إلى مستوى اتفاقيات عليا مشتركة. وهذه الثقافة العريقة والتقاليد المتأصلة في مجتمعنا الإرتري، والتي خلقت الترابط الاجتماعي ووفرت الثقة، لم تجد نصيبها في حياتنا اليومية السياسية من العيش المشترك وتبادل الاحترام وتحمل بعضنا البعض. بالتأكيد في أوساطنا من يفكر إيجابا ومن يفكر سلبا. وبما أنهما يدافعان عن هدف واحد، يصعب علينا تصديق هذا او ذاك! وهناك تأثيرات لطبيعة الأفراد في الجهود المبذولة لحل الأزمات السياسية الاجتماعية والثقافية.. ما هي انعكاساتها الإيجابية والسلبية؟ وما دام لنا ثقافات وتقاليد مشتركة، ما الذي يمنعنا من الارتقاء بها إلى هدف وطني مشترك؟
ما هي الأزمة؟
تنبع الأزمة عندما يصل الخلاف ذروته في حال تعذر وصول فرد مع الآخرين إلى حل وسط أساسه تبادل الاحترام وللرغبات والمصالح. وإذا لم نتحمل بعضنا البعض عند حدوث خلاف ما بسبب انتماءاتنا الدينية والسياسية وغيرها، لاشك أنها ستصل بنا إلى مرحلة الأزمة. تؤدي الأزمة إلى الحذر والخوف وأحيانا إلى التعصب والعنف. ولا تنحصر الأزمة بين الأفراد والجماعات بل تتعداها إلى ازمات بين دول وأحزاب سياسية وحكومات.
وإذا لم تحل الأزمة بالأسلوب الصحيح، ستؤثر بلا شك على عملية السلام والإتفاقات المبرمة، وتتدرج نحو عدم التفاهم وانعدام الثقة وتبدل العلاقات المتينة إلى عداء ومشاحنات. ذلك أن كل طرف ينظر للقضية من زاويته الخاصة . لهذا تطفو الأزمة على السطح عندما لم يتمكن الطرفان من الوصول إلى حل يرضي كليهما. ويمكن تقسيم الأزمة إلى قسمين .. إيجابية وسلبية، بمعنى آخر أزمة بناءة وأخرى هدامة.
الأزمة البناءة: من إيجابياتها، توجيه النظر نحو المصالح المشتركة.. تمتين العلاقات .. خلق الثقة.. إشاعة روح التواصل المستمر،..تطوير أسلوب التعبير عن الرغبات المشتركة.. تحفز كل طرف على أنه منتصر.. تتجه نحو الأمر الصواب.. تخلق روح الاستعداد للمشاركة والتنازل.. تهتم بطرح الأفكار وبحث البدائل المختلفة.
متى تكون الأزمة هدامة؟ عندما تنطلق من التفكير الضيق.. وتركز على المصلحة الشخصية والهموم الذاتية، عندما تسيطر على الفرد روح الانتقام من خصمه وضرورة التغلب عليه.. عندما يكون التهديد والترهيب سيد الموقف.. عندما تبدر مؤشرات الكراهية وروح التعالي.. عندما تقل روح المرونة.. عندما تسود روح اللامبالاة بجادة الصواب.. عندما لا توضع أي تحوطات لاحتمال حدوث مخاطر سوى الاهتمام بالأمر الذي يريده كل طرف.. تبيت مخاوف من إحداث التغير .. تهدم أواصر العلاقات وتقطع التواصل.. تدمر المعنويات. ولأن لكل منا مصالحه ويمتلك طريقة تفكير مختلفة في قضايا بعينها، فإن الأزمة لا حدود لها. إلا أنه يجب عدم الاستسلام وينبغي البحث عن إمكانية حصر وتحديد نقاط الخلاف وجلب الحلول الإيجابية لها.
طبيعة الأفراد، لها تأثيرها وانعكاساتها في حل الأزمة او الخلافات:
- الاهتمام بالتفكير بقضيتك أو بما يعنيك فقط
- العمل فقط
- المواجهة العلمية
- تصل الأزمة إلى درجة عدم الاكتراث بالهدف المشترك:
- الهدف المشترك يساعد للمضي قدما معا، لتحقيق قيم الهوية والحقوق والحرية والوحدة. ما هي الأهداف المشتركة ؟
- الهدف المشترك يرتكز على الثوابت الوطنية وهي:
- سيادة الشعب تعني أعلى سلطة يقيمها الشعب بالطريقة التي يحكم بها نفسه بنفسه، وإقامة النظام الذي يريده، عبر قانون متفق عليه. ذلك حتى يكون الشعب صاحب السلطة السياسية ، يقرر فيه مستقبله السياسي؛
- السيادة الوطنية، معترف بها دوليا، وضمان استقلالية تلك الدولة من التدخلات الأجنبية، وتكف هي الأخرى عن التدخل في الشئون الداخلية للدول الأخرى، وأن تحترم العهود والمواثيق الدولية الخاصة بالحدود والقضايا الداخلية؛
- وحدة الشعب؛
- سيادة القانون: أن يكون القانون سيدا للحكومة والحكومة خادمة للقانون؛
- أن تحكم إرتريا بالدستور وبنظام ديمقراطي.. وغيرها.
إذا كنا نؤمن بهذه الثوابت، فنحن مطالبون للعمل لمعرفة أساس أزمتنا.. إن السر الذي يحول دون الوصول إلى حقيقة اختلافاتنا وأزمتنا، هو عدم الرغبة والاستعداد لمعرفته بشكل دقيق. الثاني هو معرفتنا للسبب ولكننا نتظاهر بعدم معرفته وبالتالي نقفز على الحقائق. والسببان يؤديان إلى ترك السبب الحقيقي وتجاوزه إلى النتائج والانعكاسات. وهذا يجعلنا، عرضة للاتهامات والتشويهات المتبادلة، ونباعد المسافات بيننا ونقلل من شأن بعضنا البعض، بدلا من بحث الحلول، ثم ننطلق لتحقيق انتصارات فردية، مما يغرقنا في سياسة عقيمة عديمة الجدوى وغير علمية.
لهذا إذا اتفقنا على أن يشارك كل حزب أو أي قوى سياسية بمحض إرادته، ما لم يخالف الثوابت الوطنية، ودون الاعتبار لحجمه السياسي، ذلك يساعد على معرفة مسببات الأزمة وبالتالي يسهل الوصول لإيجاد الحلول السياسية للخلافات. وعندما نقول بمحض رغبته لا يجب أن تكون مفتوحة، بل يجب وضع قيود عليها. ونعني بالقيود ألا يكون على حساب وحدة الأرض والشعب وألا يكون عنصر إضعاف القوى الوطنية.
حل الأزمة:
التفكير والاهتمام الخاص بالعملية التي تقرب البون الشاسع بين القوى السياسية وتقريب الهوة بين الأوضاع السياسية الراهنة والهدف المنشود. وهذا يتم بمعرفة العنصر الذي يقف حجر عثرة إن سرا أو علنا، امام الهدف. وعندما نقف على هذه الحقيقة، يجب أن ننظر للأمر الذي يفيدنا جميعا. لهذا من الواجب ان ننطلق في التفكير للخروج من هذا المأزق السياسي الراهن. وهذا يتم بروح مسئولة عبر نقاشات منطقية صريحة ومتواصلة لمختلف القضايا السياسية. بمعنى أن التغيير المنشود وإيجاد الحلول للخلافات نصل إليها عندما نحدث تغييرا في ذواتنا. إذا لم نتفق اليوم على معرفة اختلافاتنا وأزماتنا ولم نستطع تشخيصها ونضع لها الحلول المناسبة ونعالجها، لا ندري فإلى أي مأزق سيقودنا عملية تأجيلها إلى ما بعد الدخول إلى إرتريا.؟؟
للازمة خمس مراحل:
- مقدمة الأزمة: وتظهر في إطار اختلافات فهمنا السياسي للمصالح والثقافة والدين.
- لحظة الضغط على الزناد أو لحظة الصفر.
- المبادرات
- مرحلة التمييز
- مرحلة الحل: الإعتراف بأن الأزمة في حد ذاتها ليست حلا، والاعتراف بمخاطرها والاستعداد لجلب الحلول . هذه المرحلة هي إدراك لمختلف الخيارات المطروحة لحل الأزمة. وكما يقول "واتزالاوك.. وبيفن.. وجاكسون" (حتى نفهم الأزمة.. لابد لنا أن نفهم التفاوض)، فإن الخصام والاختلاف لا يؤدي إلى نهاية.. لهذا فإن التشاور والتفاهم أنجع وسيلة للتفاوض.
التفاوض: لاشك فإن كل ازمة لا يمكن أن تتضح وتحل إلا عبر اللقاء. فاللقاء نعني به، تحديد مكان للالتقاء وطرح نقاط الخلاف، قد ينجح أو بفشل. لهذا فثمة
- عنصران يطفوان على السطح في أي لقاء لبني البشر وهما:
- عنصر موضوعي
- عنصر رابط
وهذان العنصران متلازمان في اي لقاء.
- العنصر الموضوعي، وهو العنصر المنطقي الظاهر.
- العنصر الرابط، وهو رأي المشارك.. مثلا (التحرك الإقليمي) لا يساعد على تحقيق الهدف (فهو غير إيجابي). ولكن ثمة من يرى في هذا التحرك إيجابيًّا. فعندما تكون علاقة أصحاب الرأيين متوترة، يفتقد عنصر الثقة بين الطرفين وتسود الشكوك بينهما. وبالتالي يلجأ الطرفان إلى التفكير في السيطرة والتحكم على الأمور وتسود روح التعالي والتعصب. لهذا فإن اللقاء والمفاوضات تكون ضرورية.. وهنا لابد من الانتباه إلى الآتي:
- أن يكون هناك دواعي
- مراعاة أسلوب الحديث
- الابتعاد عن أسلوب التهديد والترهيب بأي شكل كان
- اتباع أسلوب متحضر وانتقاء الألفاظ.
- البشاشة وسعة الصدر
- صيانة اللسان من ألفاظ تنكأ مشاعر الطرف الآخر
- عدم التخاطب بالأساليب السوقية
لاشك أننا في هذه الندوة نفكر كلنا في وسائل وحلول لمختلف أزماتنا واختلافاتنا، حتى لا تستمر بهذا الوضع. ذلك لأننا وبجانب شعبنا نعتقد بضرورة المشاركة في معالجة وضعنا السياسي المتأزم. لذلك يجب أن نؤمن بأننا لا نستطيع منفردين جلب حلول لمعضلاتنا إلا بالتكاتف والتفاكر. وللوصول إلى حلول مشتركة لابد لنا أن نضع في الاعتبار النقاط التالية:
- تطوير القناعة المشتركة
- 2.امتلاك المعلومة الحقيقية
- 3.ما يجب أن نعرفه
- 4.ما علينا ترجمته
- تطوير القناعة المشتركة؛
كلنا أبناء وطن واحد. ولاشك أننا لا نختلف في ذلك. وبما أننا أبناء وطن واحد، إذا لم نطور قناعاتنا الوطنية، في وحدة الأرض والشعب،لاشك أن نظرتنا تتجه نحو البحث عن مصالح ما دون الوطنية. وبخطوة من الكل، كل في اتجاهه، لاشك فإننا بذلك سنشارك في إلحاق الضرر بالوحدة الوطنية. إذن نحن مرغمين على اتباع سيكلوجية تساعد على تمييز الصواب من الخطأ، والحقيقة من الكذب. وتثار الأزمة عندما ننطلق متجاهلين لهذه الحقائق التي هي أساس الأزمة. ولهذا فإنه يغيب عن أذهاننا مفهوم (احتضن غيرك لكي تُحتضَنْ..) وبذلك نندفع لتقييم الأمور من زاوية ضيقة وبنظرة ريب. وذلك :
- حتى لا يعالج الخطأ
- حتى لا نضع حدا لمكامن الخطر في حينه
- حتى لا تقبل الفكرة البناءة
- حتى لا تتلاقح الأفكار وتختمر
- ·امتلاك المعلومة الحقيقية:
عندما تأخذ المعلومة شكل استفزازي، تغطي على السبب، وهذا يحول دون امتلاك المعلومة الجيدة. وبسبب تمليك المعلومة الخاطئة، تتغلب النوايا السيئة على النوايا الحسنة. وبسبب سيطرة المعلومة الخطأ على الأجواء، يصعب علينا استيعاب الأفكار الجيدة. وهذا يسدُّ الباب أمام تلاقح الأفكار المتماثلة، وتحول دون تقارب العلاقات بين المتقاربين. وعندما لا نمتلك المعلومة الحقيقية والمفيدة، يصل بنا الأمر إلى درجة مساندة ما يتعارض ومصالحنا المشتركة. وكذلك نكون عُرضة لتصديق تلك المعلومة المغلوطة والتي توضع في قالب منمق. ونكون بالتالي ضحية دون ان ندري بمساندتنا للمنافق الذي أخفى عنا الحقيقة، بعد أن سلب عقولنا بكلام منمق.
- ·ما يجب علينا معرفته:
علينا معرفة مبادئ الحرية وهي واضحة، وعدم إلحاق أي ضرر بإنسان ، مراعاة واحترام حقوق الآخرين، وحرية التعبير بصراحة عن الرأي .. وإلخ.
معرفة نتائج البرنامج المطروح كحل، وتقييمه هل يحتاج الى تعديلات أوعدمها.
- لوضع القرار النهائي لابد من الوضع في الاعتبار معرفة هل هو تقييم مؤسس على علمية ومن منطلقات حسن نوايا.
- الانتباه إلى أن الحل الصحيح للخلافات والازمات يتم باسلوب هادئ، وليس بالعنف والمشاحنات.
- التفكير للاستفادة من الاسلوب الديمقراطي وتحمل البعض حتى يتحقق الهدف والنتائج.
- معرفة أن اختلاف الرأي، يجب أن نبحث له عن أفضل خيار للحل ، وألا ننظر إليه باعتباره هدّامًا.
كما يجب أن نضع في الاعتبار أن كل الجهود المبذولة، ستؤدي إلى طريق مسدود (فشل) ما لم يكن هناك اتفاق حول اتباع نهج قانوني وطني عام حول القضايا الوطنية المشتركة، خارج إطار الحزبية الضيقة.
- ·ما يجب ترجمته عمليًّا:
من المهم الإلمام بأسباب الازمة. بعد ذلك يمكننا المشاركة في طرحها وعلاجها. واولى المتطلبات قبل الشروع للمشاركة في حل الأزمة التي نعتقد بوجودها، الاستعداد لإجراء الدراسة لها وبحث حلول شاملة. واذا لم نستطع معرفة اسباب الخلاف بالضبط، أو لم يكن لنا الاستعداد لمعرفتها، بالتأكيد سنجد إشكالية في حل الازمة او وضع نهاية لها. لهذا يجب علينا التحلي بالمسئولية والضمير، حتى لا نكون اعداء الحرية والسلام والاستقرار. ونحقق ذلك بإحداث تغيير في ذواتنا. واذا لم نفعل هكذا لا نستطيع وضع دراسة لأسباب الأزمة ووضع نهاية ايجابية للقضية محل الخلاف. لهذا يتطلب منا عمل شيئين:
- أن نتعظ من اخطاء الماضي ونتفادى الاخطار السلبية.
- معالجة المرض لإنقاذ المريض.
وللوصول الى هذا :
- معرفة الازمة والاختلافات وطرحها بوضوح؛
- تحديد وتقييم نقاط الخلاف؛
- تمييز الحل والبدائل؛
- تقييم البدائل؛
- اختيار حلول الازمات؛
- ترجمة الحل على الارض.
وفي هذا الإطار يمكننا الاسترشاد بالنقاط التالية:
- خلق ارضية تهيئ فكرًا سياسيًّا مرنًا؛
- العمل على تطوير الثقافة الديمقراطية؛
- التأمين على أن أية قضية وطنية عامة تحتاج الى مشاركة وتعاون الجميع؛
- الاتفاق والتخطيط لكيفية الوصول إلى دستور دائم للنظام السياسي؛
- البحث عن قانون يشرك الشعب وقواه السياسية؛
- السعي للاعتماد على السياسة العملية والعلمية.
في الختام.. عندما نقول في فهمنا السياسي، إنقاذ الوطن، فإن ذلك لا يتحقق إلا عندما نكون قادرين على التنسيق مع القوى الأخرى، لتهيئة نظم دستورية حيوية ذات استمرارية، لا تضر بالهوية الوطنية والسلام الوطني والشعور الوطني.
شكرًا لكم على حسن الاصغاء !
*************************************
بعد الاستماع إلى الورقة السياسية الهامة التي قدمها الأستاذ ضرار منتاي، أتيحت الفرصة لمداخلات الحضور، الذي أشاد بمقدم الورقة في اتباعه الأسلوب العلمي في معالجة الأزمة السياسية في الساحة الإرترية، وتوفيره المادة محل النقاش مكتوبة باللغتين العربية والتجرينية. وتباينت الآراء في نقاشها للكلمة. بين من يرى الفهم السياسي هو سبب الأزمة .. وبين من يرى عكس ذلك إنما في التعدد السياسي. وفريق ثالث يرى في أنها لا تكمن في الفهم أو في التعدد، إنما في وسائل تفعيلها أو عدمها..!
وركزت الآراء على ضرورة وجود معيار قانوني، في اللوائح التي تنظم عمل المظلات السياسية الجامعة، لاستيفاء شروط قبول وتسجيل عضوية التنظيمات، تجنبا لتسجيل أسماء لتنظيمات لا وجود لها في الساحة، ولتفادي البحث عن مصالح شخصية وذاتية ضيقة.
كما ركزت بعض الآراء على ضرورة سيادة الحوار الديمقراطي، في أوساط القوى السياسية، وتبنيها كنهج لإثراء الساحة الإرترية التي تكاد تفتقدها، والخروج من التقوقع والانعزالية.
وأكد الحاضرون على ضرورة ضمان استقلالية القرار السياسي لأي تنظيم سياسي يطمح إلى تحقيق أهداف مستقلة في إرتريا المستقبل، مشيرين إلى أنه "ليس من أحد يستطيع امتطاءك مالم تحن ظهرك"..!
مع تحيات اللجنة المنظمة
للندوة السياسية في روتردام
تجري علي قدمٍ وساق الاستعدادات لإقامة مهرجان ارتريا 2015م بفرانكفورت، يعد المهرجان سنوياً من قبل الرابطة الارترية الديمقراطية غير الربحية والتي تهدف من خلاله تنظيم المنتديات الفكرية والسياسية بين القيادات السياسية والمدنية من جهة وجماهير الشعب من جهة.
هذا وقد تقرر مبدئياً أن تقام فعاليات المهرجان في الفترة من الحادي والثلاثين من يوليو (تموز) الي الثاني من أغسطس (آب) 2015م ( 31/ 7 – 2/ 8/ 2015م ).
وكالعادة فإن المهرجان ساحة للقاء الأهل والأقارب وتبادل التحايا وتجديد الود والأشواق بين من تباعدت بينهم المسافات واختلفت المشارب، لذا يجد الكل نفسه في هذا المهرجان داعياً وليس مدعواً فقط.
العنوان المكاني:
Campus der Johann Wolfgang Goethe-Universität
Mertonstr. 26-28
60325 Frankfurt/Main
وسنوافيكم بأية تطورات أو إعلانات لاحقة تتعلق بالمهرجان
مع فائق التقدير والاحترام
إخوانكم وأخواتكم في اللجنة التحضيرية للمهرجان
راديو إرينا يكذِّب خبر ضرب المقاتلات الاثيوبية مناطق بارتريا
Monday, 30 March 2015 20:25 Written by نقلاً عن راديو ارينانقلاً عن راديو ارينا 27 مارس 2015م
ثبت أن ما تناقلته المواقع الالكترونية ووكالات الأنباء في يوم الجمعة الموافق للعشرين من مارس 2015م من انتهاك اثيوبيا للأراضي الارترية وضربها من ثم كلاً من منجم جبل بيشا لتعدين الذهب ومعسكر ماي عداقا للجيش الارتري خبر عارٍ من الصحة.
من جانب آخر تأكد تماماً أن ما تعرضت له المنطقتان المتضررتان من أضرار إنما كان من فعل تفجير قام به أفراد أو جماعات ما تزال مجهولة الهوية.
يجدر بالذكر أن المواقع الارترية والاثيوبية الالكترونية ظلت تتداول فيما بينها الخبر الذي أوردته صحيفة الصحافة السودانية عن تعرض منجم بيشا لغارات جوية اثيوبية دون التوثق من صحة الخبر من مصادر إضافية.
بما أن محطة راديو إرينا لم يتسنَّ لها حتى الآن التأكد من صحة وحقيقة الخبر الذي انتشر انتشاراً واسعاً، فسوف لن تألو جهداً في التحري عن الخبر.
أيضاً ثبت لإرينا تماماً أن فجر ذلك اليوم المزعوم وقوع الغارة فيه لم يشهد اختراق أية طائرة من أي نوع للأجواء الارترية.
كما أفادت تحرياتنا عن الأضرار التي لحقت بالمنطقتين أن إحدى القذيفتين أو المادتين المتفجرتين لم تلحق أضراراً بل تناثرت في العراء دون إلحاق ضرر بينما ألحقت الأخرى ضرراً جزئياً.
شركة التعدين العاملة بالمنجم بدورها أوردت أن العمل الذي وصفته بالإجرامي والتخريبي ألحق بها أضراراً محدودة، إلا أنه لم يكن له من أثر يذكر علي إنتاجها التعديني.
كذلك تأكد أن ما لحق من أضرار بمعسكر ماي عداقا بضواحي مدينة دقي محري اقتصر علي أضرار مادية محدودة للغاية.
من جهتها أكدت المصادر الناقلة لهذا الخبر أن أجزاءاً من مدينة دقي محري قد سمعت صوت التفجير الذي جرى بالمعسكر الذي يوجد بالقرب منها.
هذا وبينما نفى بيان للشركة المعدنة حدوث أضرار بشرية بالمنجم وما حوله لم يتسن للراديو بعد وجود أضرار قد لحقت بالبشر في المعسكر المذكور.
أيضاً لم يثبت حتى اللحظة ورود أنباء عن أن جهة ارترية معارضة قد ادعت المسئولية عما حدث ذلك اليوم من ضربٍ لمنطقتي بيشا وماي عداقا.
خلال يناير 2015م 1113 لاجئاً ارترياً يدخلون معسكر الشجراب
Monday, 30 March 2015 20:07 Written by اعلام حزب الشعب الديمقراطي الارتريجمعية مائدة التحاور الارتري بإستوكهولم تقدم مساعدات مالية لاتحاد المعوقين الارتريين
Saturday, 28 March 2015 23:00 Written by اعلام حزب الشعب الديمقراطي الارتريقدمت جمعية مائدة الحوار الارتري بإستوكهولم مساعدة مالية كبيرة لمعسكر معوقي حرب التحرير الارترية بكسلا قيمتها 5000 (خمسة آلاف) كرونة سويدية. وقد تسلمت رئيسة فرع الاتحاد بالسويد السيدة/ ألقانيش إساق المساعدة المالية نيابةً عن اتحاد المعاقين.
الجمعية تقوم بأعمال خيرية وانسانية عديدة كما تساعد الشبان الارتريين حديثي اللجوء علي حل مشكلاتهم وتدبر معاشهم.
إحتفاء الإرتريين في برمنغهام وضواحيها بتقوربا في ذكراها الواحدة والخمسين
Monday, 16 March 2015 21:05 Written by لجنة تنظيم إحتفال تقوربا 2015اجتمع حشد كبير من الإرتريين في مدينة برمنغهام من قاطني المدينة وضواحيها مساء اليوم 15 مارس 2015 للإحتفاء بالذكرى الواحدة والخمسين لمعركة تقوربا التاريخية.
بدأ السيدأن أحمد علي أحمد وسعيد عبدالهادي برنامج الإحتفال بالتركيز على فكرة أحتفال الإرتريين قاطني مدينة برمنغهام وضواحيها (المملكة المتحدة) حيث شددا على أهمية الإحتفال ومغزاه الكبير في ظل ظروف استثنائية تعيشها البلاد.
بعد ذلك استهل المناضل نوري محمد عبدالله الاحتفال بتسليط الضوء على وقائع تلك المعركة وأهميتها التاريخية بإعتبارها أول مواجهة مباشرة بين نواة الثورة في مرحلتها الجنينية وقوات الإحتلال الإثيوبية. اردف المناضل نوري قائلاً أن انتصار تقوربا كان المدخل للانتصارات الباهرة والتي تراكمت حتى تحرير البلاد ودخول طلائع الجيش الشعبي إلى أسمرا.
بين المناضل نوري إنه وعلى الرغم من محدودية وضعف إمكانيات وحدات جيش التحرير في تلك المعركة وعدم تناسبها مع قدرات الجيش الإثيوبي لحظتها، استطاع ذلكم النفر من إلحاق هزيمة ماحقة بالجيش الإثيوبي إذ بلغت خسائره 68 قتيلاً فضلاً عن عشرات الجرحى مقابل 12 شهيدا فقط من المناضلين الأشاوس.
قال السيد نوري مستطرداً ً أن الاحتفال بهذه المناسبة ليس لمجرد الإحتفال، بل لاستنباط العبر وإحياء ذاكرة الأجيال لكون هكذا مناسبات تعني كل الإرتريين وليس فئة بعينها لأن الهدف من خوضها كان تحرير البلاد بأسرها.
الشيخ محمد جمعة أبو رشيد وإبراهيم حامد "كبوشي والاستاذ سيراك وآخرون قد تحدثوا حول الأهمية الكبيرة لمعركة تقوربا ومغزاها التاريخي مشددين على ضرورة الاستفادة من التاريخ وتجاربه دون أن يعني التشبث بذلك التاريخ ليكون قيدا حائلاً يسحبنا للوراء ويمنع تطلعنا للمستقبل عبر الحاضر.
للتدليل حول أهمية نقل تجاربنا التاريخية للأجيال الحالية، شدد الشيخ أبورشيد ضرورة الإهتمام بأحياء أحداث تاريخية والاحتفال بها واشراك الجيل الذي ولد خارج الوطن والعمل لربطهم بوطنهم الأم، لكون طول الغياب عنه يضعف الوشائج ويصيب الفرد بالوهن تجاه وطنه الأصلي.
ساهم الشاعر علاوي حامد والمناضل حسن لقسي بقراءة قصديتين تحملان مضامين تمجد نضال الشعب الإرتري عامة ومعركة تقوربا خاصة. وقد نالت القصيدتان استحسان الحضور.
قبل ختام الاحتفال فتح حوار مفتوح استهله السيد حامد ضرار بتسليط الضوء حول نضالات الشعب الإرتري في مرحلة النضال السياسي ولاحقا الكفاح المسلح الذي استمر لعقود ثلاث انخرط فيه الإرتريون بكل فئاتهم حتى تحقيق الاستقلال. وعلى الرغم من تحقيق حلم ذلك الاستقلال إلا أن حياة المواطنين في الداخل والمهجر اضحت على غير المتوقع جحيما لا يطاق الأمر الذي أضطر فيه كثير من الإرتريين وبالذات الشباب للهروب وترك البلاد. بعد هذه المقدمة تم طرح سؤال محوري انخرط فيها الحاضرون وهو: ما العمل لإخراج البلاد من عنق الزجاجة وإيقاف النزيف المستمر المتمثل في هروب المواطنين إلى خارج البلاد وهدر في مقدراتها على نحو يهدد وجودها؟
بعد مداخلات وإبداء آراء وأفكار مختلفة من الحاضرين وعلى رأسهم الأستاذ القدير فضل تكروري صديق إرتريا الذي تقدم بمداخلة توضح الدور المناط بأبناء الجاليات في العمل من أجل الاندماج إيجابيا في مجتمعات المهاجر عبر الاهتمام بالعملية التعليمية وتبوء مواقع متقدمة بهدف تسويق القدرات والامكانات وبالتالي كسب قوة تأثير لنصرة قضايا التنمية والديمقراطية في البلدان الأم على نحو ينعكس إيجابيا في تغيير الواقع المتردي هناك وإثبات الوجود هنا حيث العيش في دول المهجر.
اختتم احتفال تقوربا 2015 وفي ذكراه الواحدة والخمسين بوعد من اللجنة المنظمة بتنظيم لقاء قريب لتوسيع دائرة نقاش السؤال المحوري: ما العمل؟
إدار الأخوان سعيد عبدالهادي وأحمد علي أحمد جلسة الإحتفال بسلاسة واقتدار وقد لعب اأحمد دوراً جاذبا من خلال القصائد الشعرية الجميلة للشاعر العراقي أحمد مطر التي ألقاها بأسلوب شيق ترك أثراًإيجابيا على الحضور. كما لعب الإستاذ سيد علي دوراً هاما في انجاح الفعالية من حيث الإعداد وتوثيق المناسبة صوتا وصورة لتبقى حدثا ذا مغزي في الذاكرة الجميعة للإرتريين المقيمين في المدينة وضواحيها.
برمنغهام- المملكة المتحدة
15 مارس 2015
لجنة تنظيم إحتفال تقوربا 2015
لجنة تقصي الحقائق بشأن حقوق الإنسان في إريتريا تختتم مهمة ناجحة في المملكة المتحدة
Thursday, 05 February 2015 19:27 Written by ويغتنم ائتلاف منظمات حقوق الإنسان الإريترية في المملكة المتحدةلندن: 4-2-2015: شارك أكثر من 100 إريترياً يعيشون في بريطانيا يشاركون في تقديم أدلة وشهادات حول انتهاكات حقوق الإنسان التي وقعت في إريتريا إلى لجنة تقصي الحقائق بشأن حقوق الإنسان في إريتريا التي شكلها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة خلال زيارة اللجنة إلى المملكة المتحدة في الفترة بين 23 يناير و31 يناير 2015.
دعم ائتلاف لمنظمات حقوق الإنسان الإريترية التي تتخذ من بريطانيا مقراً لها البعثة من خلال تعبئة الجمهور ورفع الوعي ومساعدة الضحايا الذي تطوعوا للإدلاء بشهاداتهم أو بتقديم معلومات. وبالرغم من أن العديد من الضحايا، وجدوها شاقة عاطفياً فقد عبروا عن استعدادهم لمواصلة في المشاركة في العملية التي يتوقع أن تسهم بزيادة التركيز على انتهاكات حقوق الإنسان التي اُرتكبت في إريتريا.
التقى فريق المحققين في لندن، وبرمنغهام، ومانشستر، وليدز وغلاسكو بضحايا وأسر ضحايا الذين يمتلكون معلومات مباشرة عن اعتقالات تعسفية، القتل خارج القانون، التعذيب، الاختفاء القسري، وانتهاك الحريات الدينية، الانتهاكات القائمة على نوع الجنس والانتهاكات ضد مجندي الخدمة الوطنية، الانتهاكات ضد حرية التعبير وحق التجمع وغيرها من الانتهاكات. بالإضافة إلى ذلك كانت هناك اجتماعات لمجموعات للتركيز على جوانب معينة عُقدت بحضور عضوين من لجنة تقصي الحقائق اللذين قُدم لهم تنويراً حول الخلفيات التي ارتكبت في ظلها الانتهاكات في إريتريا. وبسبب العدد الكبير من الأشخاص الراغبين في تقديم أدلتهم في المملكة المتحدة والمناطق الأخرى التي تتواجد فيها جاليات إريترية، قررت اللجنة تمديد الموعد النهائي لاستلام المعلومات، من التاريخ الذي كان محدداً سابقاً بــ 31 يناير، لمدة شهر آخر؛ حيث سينتهي الموعد الجديد لتقديم الملعومات في 28 فبراير 2015.
ويغتنم ائتلاف منظمات حقوق الإنسان الإريترية في المملكة المتحدة هذه الفرصة ليشكر أولئك الذين شاركوا بالإداء بشهاداتهم على نحو فردي أو من خلال مشاركتهم في المجموعات التي ركزت على جوانب معينة من انتهاكات حقوق الإنسان، مثلما يشكر أيضاً المجموعات والأفراد الذين سهلوا ورش العمل وإجراء المقابلات الفردية والجماعية.
ضم ائتلاف منظمات حقوق الإنسان: إرتريون من أجل الحقوق الإنسانية والديمقراطية
( EHRD-UK) إريتريون من أجل الحقوق الديمقراطية ( CDRIE) (( Release Eritrea ومركز سويرا لحقوق الإنسان (SCHR)
يحث ائتلاف منظمات حقوق الإنسان الإرتريين الذين لديهم معلومات أو كانوا ضحايا لانتهاكات مباشرة أو غير مباشرة لحقوقهم الإنسانية على الاتصال مباشرة بلجنة تقصي الحقائق من خلال البريد الإلكتروني أدناه:
: This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.
يمكن الحصول على المزيد من المعلومات حول عمل لجنة تقصي الحقائق من موقعها على الإنترنت:
http://www.ohchr.org/EN/HRBodies/HRC/CoIEritrea/Pages/commissioninquiryonhrinEritrea.aspx
حزب الشعب الديمقراطي ينعي المناضل الشهيد/ عبد القادر جيلاني
Tuesday, 20 January 2015 23:00 Written by اعلام حزب الشعب الديمقراطي الارتريينعي حزب الشعب الديمقراطي الارتري الي الأمة الارترية وفاة الشهيد/ عبد القادر جيلاني أحد قادة النضال الارتري التحرري المسلح الذي وافته المنية بالعاصمة السودانية الخرطوم بعد معاناة طويلة مع المرض.
حزب الشعب الديمقراطي الارتري إزاء هذا الفقد الوطني الجلل لا يملك إلا أن يدعو للفقيد بواسع الرحمة والغفران وأن يلهمنا وآله وذويه أجمل الصبر وأحسن العزاء.
وإنا لله وإنا اليه راجعون
اجتماع سياسي هام في مدينة روتردام – هولندا
Sunday, 18 January 2015 00:19 Written by تقرير أعدته اللجنة المنظمةفي العاشر في يناير الجاري لقاءٌ هام في مقر جبهة الإنقاذ الوطني الإرترية في روتردام بهولندا. وضم عددًا من النشطاء السياسيين والمناضلين القدامى. وكان هذا الاجتماع مواصلة لبرنامج خطة تعبوية بدأ منذ أكثر من شهر.
استهل اللقاء بكلمة ألقاها المناضل عمر محمد أحمد ركّز فيه، بصفة أساسية، على ضرورة متابعة وكشف وتعرية تنامي الاستقطابات الإقليمية، أو ما يعرف بـ (Regionalism، Awragawi poletica)في صفوف المعارضة الإرترية، حيث أصبحت هذه الظاهرة تشكل عقبة أمام وحدة القوى الوطنية والديمقراطية والتوصل إلى استراتيجية واضحة المعالم في وضع نهاية لليل الطويل وإقامة نظام بديل يعكس طموحات الشعب الإرتري.
جرت – بعد ذلك – مناقشات مستفيضة حول محتوى الكلمة التي ألقاها المناضل عمر محمد، وسائر قضايا الموقف الراهن في معسكر المعارضة الديمقراطية. وفي الختام أكد اللقاء على النقاط التالية:
أولا: إجراء المزيد من المناقشات الجادة، بين كوادر تنظيمات المعارضة الديمقراطية ومنظمات المجتمع المدني، حول قضايا الموقف الراهن.
ثانيا: تشجيع المزيد من الأنشطة السياسية والفكرية بين القوى السياسية ذات الأطروحات المتشابهة.
ثالثًا: كشف وتعرية التيارات التي تشكل عقبة أمام تعميق الوعي الديمقراطي.
وفيما يلي نقدم كلمة المناضل عمر محمد أحمد وهي بعنوان:
الاستقطابات الإقليمية والنهج الديمقراطي لايلتقيان
حينما نتناول الإقليمية، لا نعي الانتماء إلى إقليم ما، إنما نشير إلى الميول أو التيارات التي تثير النعرات الإقليمية – التي نُقر بأنها تناقضات ثانوية لا بد من معالجتها عبر حوار ديمقراطي – وصولاً إلى استقطابات سياسية تحقيقًا لأهداف آنية تتناقض تمامًا مع مصالح النضال الديمقراطي.
إننا ننطلق من الإيمان بأن المجتمع الإرتري يتسم بانتماءات – لغوية وإثنية ودينية عديدة. وكان رواد الحركة الوطنية، سواء في فترة حق تقرير المصير أو مرحلة الكفاح المسلح يؤكدون على ضرورة التمسك بالخطاب السياسي الذي يستقطب مختلف الانتماءات لتكريس كافة الطاقات الإرترية، وصولاً إلى تحقيق الأهداف الوطنية.
والآن ونحن نقارع النظام الديكتاتوري أحوج ما نكون أكثر من ذي قبل لحشد كافة الطاقات، المادية والمعنوية، وصولاً لتحقيق طموحاتنا الديمقراطية.
ليس بين المكونات التي تشكل المجتمع الإرتري جدار صلب، بل هو تنوع يشكل ثراء. ويجب الانطلاق منه لتحقيق التعايش البناء والتنمية ودولة تعتمد على المؤسسات وسيادة القانون. تشكل الإيمان بهذا الوطن عبر الآلام المشتركة في العهود الاستعمارية المتعاقبة والنضال المشترك من أجل تحقيق الاستقلال الوطني. هذه الآلام والتطلعات المشتركة صهرت مختلف الانتماءات في بوتقة واحدة، وأصبح المجتمع الإرتري، بمختلف انتماءاته، يعي بأن قضية المواطنة، بمفهومها الحديث، تشكل مظلة جامعة. وكان تحرير التراب الإرتري من الاحتلال الأجنبي، ثم إعلان دولة الاستقلال الوطني، فرصة تاريخية لتعميق ذلك المفهوم، عبر البدء في عملية بناء دولة المؤسسات وترسيخ دعائم الوحدة الوطنية وإصلاح ما دمرته الحرب الطويلة الأمد والبدء في تحقيق تنمية شاملة ومدروسة. بيد أن الجناح المتنفذ في قيادة الجبهة الشعبية لتحرير إرتريا تشبث بسياسة الإقصاء ورفض نهج الحوار مع سائر القوى الوطنية، والانغماس في الممارسات المغامرة. وكانت النتيجة، الأزمة الخانقة التي يمر بها الوطن والتي تهدد بإعلان إرتريا دولة فاشلة.
تمكن النظام الديكتاتوري من ملء الفراغ السياسي الذي كان نتاجًا طبيعيًّا للقصور الواضح الذي كانت تعاني منه الحركة الوطنية في فترة الكفاح المسلح.
إذن حالت الظروف، الموضوعية والذاتية ، دون قيام معارضة حقيقية داخل أرض الوطن. وكان البديل قوى المعارضة التي كانت تنشط خارج أرض الوطن.
لاشك أن المعارضة الحقيقية التي تستطيع حشد الطاقات، المادية والمعنوية، ضد النظام الديكتاتوري لابد أن تنطلق، بصفة أساسية، من داخل أرض الوطن. ومع ذلك فقد أنعش تحرك قوى معارضة الخارج آمالا عريضة في صفوف الجماهير أملاً أن تتمكن تلك المعارضة من خلق مناخ سياسي ملائم لخلق معارضة حقيقية وقوية داخل أرض الوطن تهز أركان النظام الراهن وإقامة البديل الديمقراطي.
حققت المعارضة بعض النجاحات، لاسيما فيما يتعلق بكشف وتعرية ممارسات النظام الديكتاتوري. لكنها كانت تتقدم خطوة إلى الأمام وتتراجع إلى الوراء خطوتين. وتفاقمت أزمتها بتناسل وتكاثر تنظيمات وحلقات سياسية لا تخجل من إثارة التناقضات الثانوية في صفوف المجتمع والقوى السياسية. والمضحك والمبكي في آن واحد، أن الكل يدّعي النضال من أجل تحقيق الديمقراطية.
اختلطت الأوراق وأصيبت الجماهير الإرترية بالإحباط، وأصبحت أسيرة للحيرة والبلبلة.... وهذا مناخ غير صحي وغير ملائم للنضال السياسي الجاد، لا سيما في مرحلة النضال الديمقراطي. ولهذا فنحن أحوج ما نكون، أكثر من أي وقت مضى، لامتلاك وضوح الرؤية، والابتعاد عن العبارات والجمل الفضفاضة، والتشبث بالقاموس السياسي الواضح الذي لا يحتمل اللبس والغموض، واعتماد الشفافية في نشاطنا السياسي.
من هذا المنطلق أو الفهم يجب أن نقول بصوت مسموع أن "الإقليمية" والديمقراطية خطان متوازيان لن يلتقيا"... وأن الطريق الوحيد لإسقاط الديكتاتورية وإقامة البديل الديمقراطي يمر عبر تكريس كافة الطاقات، المادية والمعنوية، لتحقيق أهدافنا الوطنية والديمقراطية.
يجب أن ننطلق من الإيمان بأن النظام الديكتاتوري لا يمثل إقليمًا محددًا أو طائفة معينة... إلخ، وأن الأغلبية الساحقة من الشعب الإرتري، من مختلف الانتماءات، لا مصلحة لها في استمرار هذا النظام، بل تتزايد المخاوف، يومًا بعد يوم، بأن الأزمة الخانقة التي يمر بها الوطن تهدد بإعلان إرتريا دولة فاشلة.
وإذا أضفنا إلى نزوع البعض إلى إثارة التناقضات الثانوية وتبني استقطابات سياسية على أسس إقليمية، في ظل التحديات التي تواجه مصالح الديمقراطية والسلام في عموم القرن الأفريقي وجنوب البحر الأحمر، فإن "الكيان السياسي الإرتري" سيواجه خطرًا حقيقيًّا.
في ظل هذه المعطيات، هناك تحديات كبرى أمام القوى الديمقراطية الإرترية. ولمواجهة هذه التحديات عليها أن تؤهل نفسها. والمدخل الصحيح لعملية التأهيل يمر عبر القراءة الموضوعية للواقع الراهن، سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي. ولإثراء هذه العملية لابد من مواجهة تزييف الوعي، السياسي والفكري.
ويأتي في مقدمة جدول الأعمال كشف وتعرية التيار "الإقليمي". لماذا التركيز على هذه المسألة، وتحديدًا في المرحلة الراهنة ؟؟
هناك أسباب عديدة أهمها:
أولاً: تكاثر بعض الحلقات السياسية، وتصعيد أنشطتها وصولا إلى الاصطفافات الإقليمية.
ثانيًا: إثارة التناقضات الثانوية بشكل عام يشكل خطرًا مباشرًا على الوحدة الوطنية، والنضال الديمقراطي.
ثالثًا: التناقضات الثانوية من إحدى أقوى أسلحة الأنظمة الديكتاتورية والشمولية. ولا يمكن إسقاط تلك الأنظمة بأسلحتها المؤهلة باستخدامها.
رابعًا: الاصطفافات الإقليمية ثغرة يتسلل منها النفوذ الأجنبي، الأمر الذي يشكل خطرًا على القرار الوطني المستقل، وخلق مناخ ملائم لاندلاع الحروب الأهلية.
الإرتريون في بريطانيا يقيمون حفلاً تأبينياً للمناضل الكبير عمر جابر المتحدثون يشيدون بمناقب الراحل ودوره الوطني الكبير
Monday, 05 January 2015 17:15 Written by • المجموعة المنظمة لحفل تأبين المناضل الكبير عمر جابر عمرتقرير*
لندن، 4 يناير 2015: أقيم في لندن يوم أمس 3 يناير 2015 حفلاً تأبينياً للمناضل الكبير عمر جابر عمر الذي توفي يوم 19 ديسمبر الماضي في ميلبورن بأستراليا وورى الثرى فيها في اليوم التالي.
افتتح الحفل بأيات من الذكر الحكيم تلاها الشيخ محمود حسين ثم رحب الأستاذ ياسين محمد عبد الله بالحضور. تلي ذلك عرض لقطات فيديو أعدها الأستاذ عبد الرحمن قدم عن مراحل مختلفة من حياة الراحل وقد صاحب الصور تسجيل صوتي لنشيد "صامدون" من كلمات الراحل وأداء الفنان حسين محمد علي ونشيد " جبهة التحرير قلناها من بدري " من نظم الراحل وأداء نعمة دبساي. وتضمن عرض الفيديو نبذة عن السيرة الذاتية للراحل بصوت الأستاذة آمال على محمد صالح.
كان أول المتحدثين المناضل الكبير محمود إسماعيل الذي قال إن علاقته بالراحل تعود إلى الستينيات في بغداد وأنه عمل معه في مجالات عديدة وأشاد بأدواره في الثورة الإريترية وبتفانيه في خدمة شعبه. وتحدث بعد ذلك الأستاذ محمد علي لباب الذي تعود علاقته بالراحل عمر جابر أيضاً إلى عقد الستنيات حيث درسا سويا ببغداد، قال لباب إنه لا يعرف عن أي جانب من جوانب شخصية عمر جابر يتحدث، فلشخصيته جوانب عديدة، فهو إنسان متفرد، مناضل، صحفي، شقيق الشهداء وقائد. لقد ترك عمر جابر بصماته على مسيرة جبهة التحرير الإريترية والمسيرة الوطنية. تحدث بعد ذلك الأستاذ علي محمد صالح الذي أورد، في سياق إشادته بالراحل الكبير، الكثير من المعلومات المهمة عن دور الراحل خصوصاً في الاتحاد العام لطلبة إريتريا واتحاد الشباب الديمقراطي الإريتري ثم تقدم بتوصيتين هما: أن يتم تكريم المناضلين الكبار في حياتهم وأن يتم الاحتفال بالمناسبات الوطنية بصورة جماعية مثل ذكرى انطلاقة الثورة في الأول من سبتمبر، معركة تقوربا وعيد الاستقلال. وأشاد الأستاذ محمد علي أدالة في كلمته بالصفات الفريدة للراحل وبدوره في مرحلتي الثورة والنضال من أجل التغيير. بعد ذلك ألقى الأستاذ خالد كجراي قصيدة بعنوان " عواتي" نظمها الراحل الكبير ونشرها مكتب التعليم التابع لجبهة التحرير الإريترية، ضمن قصائد أخرى، في كتاب.
وخاطب الحفل ممثلاً عن حزب الشعب الديمقراطي الإريتري، عضو قيادته الأستاذ حامد ضرار الذي اعتبر رحيل عمر جابر خسارة لكل الإرتريين ولحزبه على وجه الخصوص حيث كان الراحل يمدهم دائماً بنصائحه المفيدة. ثم خاطب الحفل الأستاذ سليمان حسين رئيس منظمة سدري الذي أشاد بالراحل وبشجاعته وبدوره الوطني وقال إنه يعتز بمعرفته. وخاطبت الحفل الأستاذة سلام كيداني رئيسة منظمة " رليس إريتريا" التي قالت إنها تعتبر الراحل عماً لها وأشادت بصراحته وآرائه وانفتاحه على العمل مع الآخرين. وخاطب الحفل الأستاذ أحمد دين محمود ممثلاً لجبهة الإنقاذ الوطني الإريتري، الذي قال إن الراحل كان مناضلاً جسوراً أفنى عمره في خدمة والدفاع عن قضية شعبه. وخاطب الحفل الأستاذ نوري محمد عبد الله صديق الراحل وزميله في المنتدى الإريتري للتغيير الذي كان يترأسه عمر جابر. أشاد نوري بالراحل الكبير الذي عمل معه منذ فترة النضال الوطني وبعدها في مسيرة النضال من أجل التغيير وقال إن الراحل كان مهموماً دائماً بوحدة المعارضة الإريترية لأنه كان يدرك أن هذا هو الشرط الرئيس لانتصارها. بعدها خاطب الحضور الأستاذ عبد الرحمن سيد مدير موقع وإذاعة عركوكباي الذي قال إن الراحل الكبير كان يعد إرشيفاً ومرجعية للقضية الإريترية وقال إنه في البداية كان يتعامل معه باعتباره رجلاً سياسياً لكنه اكتشف لاحقاً إنه أديب وشاعر. ثم أعطيت الفرصة للأستاذ ياسين محمد عبد الله الذي كان صديقاً للراحل لسنوات طويلة. ذكر ياسين إن الراحل ينتمي للجيل الثاني من الطلبة الإرتريين الذين التحقوا بالثورة الإريترية وأنه لعب دوراً كبيراً في ترسيخ شرعية الثورة أثناء ترأسه للاتحاد العام لطلبة إريتريا.
بعد استراحة قصيرة. تحدث المناضل الكبير محمد عثمان صائغ الذي أصر، رغم المرض، على المشاركة في تأبين الفقيد الكبير. قال صائغ إن الراحل تميز بالوطنية والاستقامة والثورية. ثم تحدث الأستاذ هبتي ماريام أبرها الذي قال أنه يجب أن نتبع مسيرة الراحل وكل المناضلين الكبار الذين رحلوا. وخاطبت الحفل الأستاذة سهير شريف من حزب الأمة القومي السوداني فقدمت تعازيها للشعب الإريتري في الراحل الكبير عمر جابر. وبعدها تحدث الأستاذ عبد الكريم ناصر الذي أشاد بالراحل، وقرأ على الحضور قصيد من نظمه.
ثم تحدث الأستاذ أحمد علي أحمد والذي عرف الراحل منذ عام 1969 عندما كان أحمد طفلاً وذكر أن الراحل كان يهتم به وبأبناء الشهداء الآخرين في بغداد ويراعهم. وخاطب الحفل الأستاذ عبد القادر نائب الذي أشاد بقدرات الراحل وقال إن الإرتريين وأنه شخصياً استفادوا كثيراً من كتاباته. وبعده تحدث الأستاذ إبراهيم محجب الذي ترحم على الفقيد الكبير.
في الختام خاطب الحفل الأستاذ ياسين محمد عبد الله وشكر الحضور وقال أن المجموعة المنظمة إنما فعلت ذلك باسم الجيمع فالكل هنا يفقتد الراحل الكبير وأشاد بمجموعة العمل؛ أحمد عبد الله " ديمقراطي؛ آمال علي محمد صالح، عبد الرحمن سيد، عبد الرحمن قدم وخالد كجراي وشكر أصدقاء الراحل الذين وفروا التمويل المالي للحفل. قدم ياسين بعد ذلك الفنان حسين محمد علي ليؤدي أنشودة " صامدون" التي كتبها الراحل وطلب من الحضور ترديدها من ورائه وقوفاً كنوع من التحية لذكرى المناضل الكبير عمر جابر عمر وهو ما فعله الحضور حيث رددوا النشيد خلف الفنان حسين وكان هذا مشهد مؤثر اختتم به حفل التأبين. هذا وقد تناوب على تقديم المتحدثين في الحفل كل من الأستاذة آمال علي محمد صالح والأستاذ عبد الرحمن سيد.
- المجموعة المنظمة لحفل تأبين المناضل الكبير عمر جابر عمر