ارتريا: أسئلة بلا إجابات!!

2017-03-05 20:00:50 Written by  اعلام حزب الشعب الديمقراطي الارتري Published in EPDP News Read 2179 times

تحكي قصص الشعوب السالفة أن ملكاً من الملوك مستمرئاً عدم مساءلته أو نصحه من أيٍّ كان ركب حصانه عارياً وجعل يسير في الطرقات دون أن يسائله أحد، الأمر الذي أثار فضول بعض المارة ليلفت الملك الي عريه، فاستغرب الملك ذلك وردّ بأن من يهمهم أمر عريه ليسو عمياناً فما دخلك أنت. انتهى موجز القصة الذي بدوره سوف يثير فضول قرائنا ومستمعينا الأعزاء ليتساءلوا بدورهم عن مغزى القصة ومناسبتها بالنسبة لواقعنا الحاضر، المناسبة أن دكتاتور ارتريا إسياس أفورقي كل بداية عام جديد تعوَّدَ أن يكلف أبواقه الدعائية بجمع أسئلة الشعب ليجيب سيادته عليها ويفتي فيها بعبقريته الفريدة القادرة علي الإفتاء في كل شيء. لكن ما ورد في صحيفة ارتريا الحديثة لسان حال الحزب أو الفرد الحاكم – العدد 107 للسنة السادسة والعشرين يشبه وكأن أمر الأسئلة قد طـُــبـِــخَ بليل.

 

بالطبع العلاقة الطبيعية بين الشعب وحاكمه بها مجال للأسئلة والإجابات، حيث يسأل الشعب ليجيب الحاكم، وهذا شأن إداري مألوف في العلاقة بين الحاكم والمحكوم. بل يعتبر من العلامات الدالة علي رُشد الحاكم وسداد رأيه. والعكس إذا تكاثرت الأسئلة من الشعب وتغاضى عنها الحاكم كما هو الحال بين الشعب الارتري ونظام الهقدف الحاكم. ليس المستغرب أن يتجاهل النظام باستمرار أسئلة وهموم الشعب، بل وادعاءه الجهل بتلك الأسئلة والمشكلات وكأنها غير موجودة لا في الواقع ولا في الخيال، ومن ثم بحثه عن تلك الأسئلة واهتمامه بجمعها.

 

أليس في ارتريا قضايا ومشكلات عالقة وأسئلة مثارة باستمرار يعرفها القاصي والداني؟ ألا تعج ارتريا بقضايا مثل: الديمقراطية، مشاركة الشعب في الحكم، الدستور، الانتخابات العامة، وجود التعددية السياسية، الحقوق الديمقراطية والانسانية، حرية التعبير والتظيم، العدالة، القضاء المستقل، التجنيد الإجباري، مشاركة القطاع الخاص في بناء البلاد، علاقات دبلوماسية سليمة، تدفق الهجرة الي الخارج؟؟؟!!!...الخ. السيد/ إسياس أفورقي، دعك من أن يجيب علي أسئلة الشعب القائمة والماثلة أمامه وعلي منضدته كل صباح، إنه لا يرد الردود الموضوعية والصحيحة حتى علي ما تفبركه له أجهزة إعلامه من خدع سمعية وبصرية وهي ترتجف وترتعد خوفاً. إن جمع وطرح الأسئلة بهذه الكوميديــَّــة السوداء دون مبالاة بآلام ومواجع الشعب الحقيقية لهو استخفاف بالعقول وضحك علي الذقون.

 

 

إن الاهتمام بجمع الأسئلة بهذه الروح الاستخفافية مع تجاهل الأسئلة المتكررة والمتجددة والمتدفقة يومياً ليس إلا أحد تكتيكات ومسرحيات التلاعب بعواطف الشعب حتى ينخدع بمظهر الاهتمام الكاذب بشؤونه وشجونه. إن الاعتقاد بإتيان الرئيس بجديد في أسئلة هذا العام أو غيره مع امتلاء الأرض الارترية بالأسئلة لهو عدم تعلـُّــم أو استفادة من دروس هذا العام والأعوام السابقة، وتناسٍ لحقيقة تحجـُّـــر قلب إسياس وزمرته عن الاكتراث بآمال وآلام الشعب. قد يضع سيادته إجاباتٍ قديمة لا تحل قضية للشعب في شريط جديد وبصوتٍ جديد، كما هو الحال عندما قال يوماً إن الظروف الملائمة لإنفاذ دستور 1997م لم تنضج بعد، ثم ما لبث أن نعى الي الشعب موت ودفن ذلك الدستور.

          

كل هذه الألاعيب ليست غريبة علي الهقدف إذا نظرت اليها بمنظاره، إنها ألاعيبه المألوفة لديه، لقد برهن لنا علي ذلك عياناً حيناً وإيحاءاً حيناً آخر، وذلك لأنه ينطلق من الاستهانة بدور الشعب وكونه مكتوف الأيدي عن اتخاذ أي قرار، إلا أنَّ الانعتاق من ربقة هذه المسرحيات الهزلية بيد الشعب المغوار وقواه السياسية المناضلة، إن اللف والدوران في فلك الهقدف أو العكس لم يعد خياراً قاصراً علي الهقدف. يفترض علي الحاكم الوفاء بما وعد وإلا خضع للمساءلة، كما أن من حق الشعب أن يفاتح حاكمه بتضاؤل ثقته به إن خان ما تعهد به من عهد. قائد الهقدف تعوَّد أن يستخف بما يتوقعه منه الشعب، لذلك يقول ويفعل ما بدا له دون أن يطرف له جفن، فقبل ثلاث سنوات سأله المذيع في مثل هذه المناسبة عن التنمية الاقتصادية الزراعية فطلب من المذيع أن يمهله ثلاث أشهر فقط حتى يجيبه الإجابة الواضحة والمتكاملة، والي يومنا هذا لا الصحفي أعاد السؤال ولا الرئيس تذكـَّــر فأجاب ولا الشعب اهتم أو تذكـَّــر فذكـَّــر رئيسه بما وعد بالإجابة عليه!!! وهذا أسطع دليل علي استمرائه احتقار ذاكرة الشعب والوطن.

   

إن تقديم السؤال أو عدم تقديمه حق من حقوق الشعب، لكن يستحيل علي أفورقي أن يجيب شعبه الإجابة الوافية الكافية، لماذا؟ لأن مصلحته تكمن في التعتيم علي قضايا الشعب لا الإبانة عنها. أحياناً قد ترد ضمن الأسئلة مجموعة منتقاة من الأسئلة الجادة أو العفوية يتم الاستفادة منها في عملية جس النبض وجمع عينات من المعلومات الاستخبارية في حقلٍ من الحقول، بحيث تساعد تلك المعلومات في تغبيش وعي الشعب عن أمرٍ ما أو ممارسة التهديد والابتزاز ومن ثم القمع بحق الشعب. يا ترى ما أكثر الأسئلة في ارتريا وما أقل الإجابات؟؟؟؟؟؟؟؟!!!! فهل من مجيب تجمع له الأسئلة وتقرع له الأجراس؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!      

         

         

Last modified on Sunday, 05 March 2017 21:03