أيهما نصدق؟ القول أم الفعل؟! المرئي أم المسموع؟؟
2016-04-02 12:08:53 Written by اعلام حزب الشعب الديمقراطي الارتري Published in EPDP Editorial Read 2982 timesصحيح قد نصدق ما نسمع، لكن رؤيتنا للشيء بالعين أقوى دلالة من سماعنا عنه، إذ ليس راءٍ كمن سمع، مستخدمين هذا المنهج في التحقيق والتحقــُّــق من أعيان الأشياء وصورها سوف نتناول بعض قضايا الراهن الارتري مما يقال وَيـُــرى. وهناك بالفعل من أفاعيل نظام الهقدف ما يصعب تصديقه مرئياً كان أم مسموعاً، مثل قضايا تدهور التعليم وتدفق هجرة الشباب وغيرها من القضايا ذات الصلة ببعضها البعض.
تدهور التعليم في ارتريا لم يعد سراً تسامع به الناس سراً، إنها شهادات شهود عيان ميدانيين من طلبة ومعلمين، من أسباب التدهور إبعاد التلاميذ عن الرعاية المباشرة لأسرهم قسرياً، وقوع إدارة العملية التعليمية في يد الضباط والقادة العسكريين، وجود 7 معاهد فنية فقط في البلد الذي لا توجد به جامعة واحدة تعبير ساطع عن تدهور مخرجات ومدخلات تلك العملية. والحال هذه سمعنا في نشرات أخبار النظام أن النرويج قد اعترفت بكفاءة شهادات التعليم العالي الارترية، إنه لخبر مربك ومضل لمن لا يعيشون مأساة التعليم في ارتريا، وخبر يضع الجهات المعنية في خانة التواطؤ علي مستقبل الأجيال الارترية.
غياب التعليم النظامي، التجنيد الإجباري، العمل بالسخرة، عدم الاستمتاع بالاطمئنان علي الحق في الحياة، انتهاك جميع الحقوق والحريات، غياب القيم الديمقراطية ...وغير ذلك من المشكلات الاقتصادية من أهم أسباب تدفق سيل الهجرة من ارتريا.
وهكذا صارت الهجرة ومخاطرها من أكبر التحديات المقلقة، كما لا تزال أسباب الهجرة مثيرةً للجدل، لكن ضحايا تلك الهجرة الأحياء شهود عيان علي المخاطر والأسباب الحقيقية للهجرة لأنهم عاشوها جسداً وروحاً، لا سماعاً أو مشاهدةً عبر وسائل الاعلام.
ومع كل الأدلة الساطعة علي حقيقة أسباب اللجوء هناك من يحاولون إقناعنا بأكاذيب وأضاليل النظام أن الأسباب اقتصادية بحتة، أي أن الارتريين يهاجرون من بلادهم ويتعرضون لتلك المخاطر لمجرد السعي الي رفع مستواهم المعيشي أو كسب المزيد من النقود وتكديس الثروات. بل وصل تضليل اعلام النظام الي تصديق حكومة الدنمارك له، لكن الاتجاه الذي يدعو لاعتماد شهادات العيان بدلاً من الاعتماد علي السماع من آخرين بدأ يقوى ويتنامى. ومن أبرز الأمثلة علي تنامي هذا الاتجاه قرار البرلمان البريطاني التاريخي الأخير بخصوص الشأن الارتري. وعلي قوى التغيير الارترية أيضاً أن تتفاعل مع هذا الاتجاه الاقليمي والدولي لتحشد الأدلة علي تورط النظام بالدرجة الأولى في إفراغ ارتريا من قواها المنتجة بالذات.
وجود واستمرارية أي بلد يعتمد علي شعبه، حيث لا دولة بلا شعب، كما لا يمكن الحديث عن دولة بلا شعب علي أنها دولة. وكل دولة هجرها سكانها مصيرها الفناء والانهيار التام، وهذه الهجرة التي لا نظير لها هي التي باتت اليوم مصدر قلق للعديد ممن يهمهم الأمر. إن البلاد اليوم في عصر السباق العالمي الاقتصادي المحموم ليست بحاجة الي شعبها فحسب، بل هي بحاجة أيضاً الي عدد كبير من المتعلمين والمؤهلين من ذلك الشعب، وهؤلاء لن يأتوا من العدم، من دولة بلا سكان. والكل يعلم ما تفعله اليوم بدول العالم الثالث هجرة العقول والعمالة المؤهلة والماهرة. وهذا ما جعلنا نشفق علي الهجرة من ارتريا وتدهور التعليم فيها. لذلك فلنساهم جميعاً علي توجيه دائرة الاهتمام في اتجاه القضايا الحقيقية المرئية والملموسة لا الزائفة المنقولة عن إعلام الدكتاتورية وأضاليلها.