لنا اليوم وليس لنا الأمس والغد

2016-05-02 21:04:34 Written by  اعلام حزب الشعب الديمقراطي الارتري Published in EPDP Editorial Read 2677 times

الأمس حقبة حياتية مضت بخيرها وشرها، لا مجال لترحيله الي اليوم، واللاعبون في مسرح الأمس يلعبون أدوارهم حسب خططهم وأفكارهم فيسجلون الإنجازات أو الإخفاقات حسب ظروفهم، وقد يشعرون بالندم علي أنهم فعلوا أو تركوا كذا أو كذا، لكن ليس بإمكانهم نقل ما مضى من أخطائهم بغرض إصلاحها في مسرح اليوم. وكما الأمس فإن الغد أيضاً عالم مستقل عن عالم الأمس ينتظر دوره بعد انقضاء عالم اليوم وانفضاض مسرح الأمس. رجال الغد أيضاً ليسوا رجال الأمس واليوم، ينتظرون دورهم بفارغ الصبر. لذلك ما دمنا لا نملك الأمس ولا الغد فعلينا الاستفادة القصوى من وقتنا الحاضر الذي هو اليوم.

 

عندما نقول: لنا اليوم وليس لنا الأمس والغد، فإننا لا نعني أن لا نتزود بالدروس والعبر من الأمس أو أن لا نفكر في تطورات الغد. وكما كان الأمس زاداً ودرساً لليوم فإن اليوم أيضاً درس الغد وزاده. نحن جيل اليوم وإن كنا بلا قدرة علي استحضار الماضي ولا القفز الي المستقبل إلا أننا مسئولون مسئولية كاملة عن إنجاز مهام حاضرنا.

 

وكما يأخذ رجال الأمس نصيبهم من الشكر أو اللوم يكون رجال اليوم أيضاً عرضة لحكم الغد عليهم سلباً أو إيجاباً. علي أن الحكم الصادر بأي جيل من الأجيال هو ما حكم به رجال الجيل علي أنفسهم بحسن أو سوء فعالهم، وإذا لم يحافظ جيل اليوم علي سمعته فلن يدخر له جيل الغد حمداً وشكراً علي بياض. ولا ننسى أن تعاقب الأجيال وتوارثها لن يتوقف عند محطة اليوم ولا الغد، سيمضي بلا توقف. أحد أهم أسباب حرص الجيل الحاضر علي قبول التحدي التاريخي هو الوفاء لوصايا الشهداء، وهي أمانة في عنق جميع الأجيال الحاضرة والمستقبل. ومن مسئوليتنا التاريخية أن لا نتراخى في إنفاذ ما علينا من واجب الوفاء. فكما يقال: الأمس تاريخ، واليوم عطاء وغداً سر مغيب، يجب أن نعطي ولا نبخل بما لدينا اليوم.

 

نحن المناضلين في سبيل التغيير اليوم أكثر من عشاق نظام الهقدف كماً وكيفاً. لقد طال فراق الشعب لنظام الهقدف، ولم تعد تلتف حول الهقدف سوى قلة قليلة. العالم والعامل الخارجي بدورهما وإن كانا ليسا بالعنصر الحاسم في قضايانا، إلا أن أغلب القوى والعوامل الخارجية اليوم في صف معسكر المعارضة لا الهقدف، لكن هذا كله لا يعني أننا قد غيرنا ميزان القوة بيننا وبين النظام لصالحنا. لماذا؟ هذا سؤال وتحدٍّ إجابته لا تقتصر علي أحدٍ منا دون الآخر.

 

من ناحية المبدأ لا غبار علي معسكر معارضتنا، فهو بكل مكوناته متمسك بالديمقراطية وكل ما هو مساند لها ومعادٍ للدكتاتورية، لكن صحة المبدأ ليست وحدها بالأمر الحاسم. وذلك لأن إمكاناتنا ضعيفة من جميع النواحي، وكل نقطة ضعف في صفنا هي نقطة قوة في صالح النظام، إنه يعيش علي استثمار نقاط ضعفنا نحن المعارضين. ونحن بدورنا لولا ضعف إمكاناتنا لاستطعنا استثمار ضعف النظام. لكن مشكلتنا الرئيسية لا تكمن في ضعف الإمكانات فقط، بل في عدم قدرتنا علي توظيفها التوظيف الأمثل، يجب ألا يتسرب الوقت – وقت اليوم – من أيدينا، لنترك الجدل والنزاع علي أحداث التاريخ أو المغالطات في التنبؤ بما يأتي به الغد، لقد فات الأمس ولن يعود فلا يفوتنا اليوم، ولنعمل قبل أن يداهمنا الغد.  

Last modified on Monday, 02 May 2016 23:09