مظهر مثالي للشفافية
2016-04-07 10:26:09 Written by اعلام حزب الشعب الديمقراطي الارتري Published in EPDP Editorial Read 2582 timesفي الرابع عشر من فبراير 2016م عقد الأخ/ منقستئاب أسمروم رئيس حزب الشعب الديمقراطي الارتري اجتماعاً بالتوكياً خصصه للقاء بعضوية الحزب وجهاً لوجه عبر مختلف الوسائط الالكترونية، شرح فيه بالتفصيل نشاطات الحزب خلال الأشهر الستة المنصرمة، وفي ذلك الاجتماع تمكن أعضاء التنظيم من تناول قضايا الحزب من جميع النواحي وعلي الهواء الطلق ودون فلترة أو سنسرة، (censoringor(without filtering. وقد أعربت القواعد الحزبية المجتمعة عن بالغ سرورها بهذا المنهج الشفاف والمحترم لقيادة الحزب تجاه قواعدها وطالبت بتكراره كلما كان ذلك ممكناً. وأجمع الطرفان، الرئيس والقاعدة علي أن مثل هذا التناول والعمل الشفاف يفيد صحة الحزب بالاكتشاف المبكر لنقاط ضعفه وقوته ومن ثم يمكنه من وضع المعالجات اللازمة لإزالة القصور والسلبيات وتطوير الأداء ومضاعفة الإيجابيات.
في التاسع عشر من مارس 2016م أيضاً عقد رئيس الحزب اجتماعاً بالتوكياً آخر خصصه للقاء بالجمهور الارتري العام أياً كان موقعه السياسي أو الجغرافي، وبنفس الشفافية التي اتبعها في اللقاء الحزبي الخاص تعامل الرئيس مع اللقاء العام حيث شرح لهم ذات الأجندة والمواضيع، كما أتاح لهم ذات الفرص للمناقشة دون قيود أو تحفظات، وبالفعل تباينت الآراء والاستفسارات بحكم تباين المشارب السياسية، وبالطبع حوى بعضها انتقادات لرؤى وسياسات الحزب، لكن ذلك كله قوبل بصدرٍ رحب وإيضاح يشفي الغليل وشفافية تريح الضمير. وقد أعرب المشاركون والمتداخلون عن إشادتهم بشفافية ودقة الطرح حتى وإن جاءت المضامين مخالفةً لقناعاتهم السياسية، واعتبروا ذلك تجربة مثالية في الشفافية والمنطق السياسي، مطالبين في ذات الوقت بالإكثار من تلك اللقاءات المفتوحة علي الهواء وغير المقيدة بقيود، إلا قيود الآداب والقيم الإنسانية.
الحزب هو المستفيد الأول من مثل هذه اللقاءات الصريحة والشفافة مع الجمهور العام، حيث إنها من أفضل الفرص لعرض رؤاه وأطروحاته واستقبال وتقبل آراء وملاحظات الناس حولها. كذلك ساهمت تلك اللقاءات في إزالة التشويش في أذهان الجمهور عن هوية وأطروحات الحزب، وبالفعل تأتي مساندة الجماهير لأي حزب بعد الاطلاع علي رؤيته وترسخ آثارها الإيجابية في الأذهان، وعندما أتاح الحزب مثل هذه المنابر المفتوحة لم يتحها لاستقبال التحايا وحصد توقيعات وإشارات الإعجاب فقط، بل للتزود من الجمهور بالتوصيات والمقترحات والملاحظات البناءة حتى عن القصور والعيوب، وليس فقط الإيجابيات.
حضور اللقاء ارتريون، وكلهم في همٍّ وقلق حول مصير ومعاناة شعبهم بالداخل والخارج، اليوم تطرح مكونات معسكر المعارضة الارترية بدائل وخيارات متباينة، ويا حبذا لو سعت تلك المكونات الي استطلاع الجمهور الارتري العام حول رؤاها وبدائلها هذه، حتى تتأكد من وجهة نظر الجماهير حولها سلباً أو إيجاباً، ومن ثم تكون مواكبةً للرأي العام وتخرج من عزلتها وبياتها الشتوي.
اليوم كثيراً ما نسمع ونرى استغراب الجمهور تعدد وتضارب وكثرة التنظيمات السياسية والمدنية في الوسط الارتري لدرجة أن أحدنا لا يستطيع إحصاء أسمائها، حيث تناثر بعضها الي شظايا عنقودية تتوالد وتتفرع في سلسلة طويلة من الانقسامات المبهمة الأغراض. السبب في هذا كله غياب الشفافية ونقص الشجاعة في مواجهة الجماهير بما لدى هؤلاء المجهولين من أطروحات. لقد أدت هذه السيولة السياسية والتنظيمية الي فوضى الادعاءات من كل لون، فادعى الخاملون أنهم عاملون ومنجزون، وادعى الأفراد أنهم جماعات وليسوا أفراد وادعت مجموعات من الأصدقاء والشلل أنها تنظيمات وما هي بتنظيمات ولا حتى جمعيات خيرية. لذلك فالاقتراب من الجماهير ومواجهتها بالحقائق المريرة سوف يكون مفيداً جداً للجمهور والساسة، حيث تعمل تلك اللقاءات الشفافة والمفتوحة الي تجميع الرؤى المتماثلة في بوتقة واحدة والوصول من ثم الي تحديد المشترك وفرز المختلف عليه ليصبح الجميع علي رؤية واضحة لما يمكن القيام به من عمل مشترك وناجع. وبالتالي يكون الطريق أمام الجماهير واضحاً فتختار وتساند من تختاره وتسانده، وتعارض من تعارض علي أمور واضحة وبينة. حزبنا سوف يواصل مسيرة نهجه الشفاف هذا، والي لقاءٍ شفاف آخر.