لتتحد جهودنا في مواجهة العدو المشترك
2016-03-03 10:14:40 Written by اعلام حزب الشعب الديمقراطي الارتري Published in EPDP Editorial Read 2521 timesللناس، أفراداً كانوا أو جماعات سياسية مطامح ورغبات متفاوتة الأحجام، وهي مطامح ورغبات تختلف في وسائل التحقيق والطرق المؤدية اليه، لذلك لا يمكن إدماجها قسراً في بوتقة واحدة ولا النظر إليها علي أنها قائمة علي فراغ وناشئة من فراغ، الحل إذاً يكمن في ترتيب أولويات تحقيق تلك الرغبات حسب الأهمية أو أي معيار من المعايير، وكل محاولة للإدماج القسري والتنفيذ الفوري لن تمكننا من إنجاز أو تحقيق أيٍّ من رغباتنا، بل سنفقد مجهوداً وطاقة في غير ما طائل.
كذلك تواجهنا في جميع المستويات الفردية والجماعية إشكالات أو خلافات تتطلب الحل والحسم، ولابد طبعاً من الحل والحسم، وما قلناه آنفاً بضرورة ترتيب أولويات تحقيق الرغبات ينطبق أيضاً علي ضرورة ترتيب أولويات وضع الحلول وطرق الحسم لمشكلاتنا وخلافاتنا وفق معاييرنا المنطقية للأولوية، وبالطبع فإن حل أو حسم عقدة الخلاف الرئيسية لابد أن يعقبه حل بقية مواضيع ومشكلات الخلاف.
نحن كقوى تغيير ديمقراطي قد نختلف ونتعدَّد كثيراً في النوايا والرغبات، لكن الرغبة الأساسية التي لا يختلف عليها اثنان منا هي العمل علي تحويل ارتريا الدكتاتورية الي دولة ديمقراطية عادلة يسودها السلم والاستقرار وصون كافة الحقوق، فإن تحقق لنا ذلك، فكل مشكلة دونه مثل مشكلات المعتقد، المنطقة، القومية، الجنس (النوع)، اللغة سوف يسهل حلها، وفي بلاد يسودها العدل والأمن ويشعر فيها الكل أنها بلاده سوف تنحل العقد ويجد كل ذي حقٍّ حقه ورغبته. ولكي نحقق آمالنا السلمية هذه لابد لنا من محاربة العنف والخلافات غير المبررة، وأول أشكال العنف غير المبرر هذا هو ذلك القائم بين الشعب الارتري المسالم والأعزل من جهة وبين نظام الهقدف القمعي من جهة. لدينا أيضاً خلافات ومشكلات أقل حدةً تتمثل في المشكلات ذات الطابع الديني، العرقي، المناطقي ...الخ.
إن تقديمنا هذه القضايا والخلافات الفرعية علي قضيتنا الرئيسية المشتركة مع النظام يعطل مسيرتنا ويبدد ويصرف طاقاتنا في الاتجاه الخطأ. ويأتي ضمن ترتيب وإرجاء خلافاتنا أن نتبع تجاه قوى التغيير داخل النظام سياسة الباب والقلب المفتوح، لا المجاملة والنفاق. ليس ذلك فحسب بل أن نوحد قوانا معهم لتصب جهودنا المشتركة في مواجهة النظام، عدونا المشترك.
يجب أن نتحرر من تكرار خطأنا الدائم في ترتيب الأولويات حتى لا تتأخر أو تتعطل مسيرتنا النضالية ضد العدو المشترك. إن كل جهدٍ نصرفه في الخلافات بيننا لن يصب إلا في مصلحة النظام المجرم والمنتفعين من بقائه وطول عمره. إذاً فلنتعلم من أخطائنا ولتتحد جهودنا في مواجهة العدو المشترك.