للصبر حدود!!

2016-02-24 21:22:19 Written by  اعلام حزب الشعب الديمقراطي الارتري Published in EPDP Editorial Read 2325 times

منذ استيلاء إدارة هقدف القمعية علي السلطة في ارتريا لم يذق الشعب الارتري للراحة طعماً، بل ذاق من الويلات ما هو أمرّ مما كان يلقاه علي أيدي القوى الاستعمارية في مختلف الحقب، ومن الطبيعي ألا يركع الشعب لمضطهديه، ومن الممكن جداً أن ينتفض عليهم، والشعب الارتري مثله مثل غيره من الشعوب لن يشذ عن هذه القاعدة. لكنه يحتاج الي المزيد من التوعية بضرورة الانتفاض علي جلاديه.

 

طغمة الهقدف استغلت تواضع الشعب الارتري ومارست عليه فنون العذاب، لكن مقاومة الشعب لتلك المعاناة لم تتجاوز المقاومة السلبية بترك البلاد للنظام يعيث فيها فساداً وقمعاً. إن هذه المقاومة السلبية بإفراغ البلاد من قواها المنتجة أمر مقلق لأي نظام وطني يهمه أمر البلاد وشعبها. أما النظام فلا اهتمام لديه بهذه الظاهرة لأنه لا يهتم إلا ببقاء نظامه.

 

في الآونة الأخيرة جفف النظام البلاد من العملة مستبدلاً العملة القديمة بأخرى جديدة، وهناك إجراءات جديدة للتعامل مع هذه العملة الجديدة، وبمجرد إخلاء السوق من العملة القديمة باستخدام هذه الإجراءات، وقع المواطنون الارتريون في ورطة وحرموا من التصرف في أموالهم وصاروا متسولين يتكففون السلطات أن تتصدق عليهم من حر مالهم. وفي وقتٍ يتجه فيه العالم الي سيادة نظام اقتصادي حر ومتحرر من قبضة الدولة يصرف المواطنون أموالهم المرتهنة لدي السلطات بالكوتة والكبون. وفي اعتقادنا بالنسبة لمواطنينا وبلادنا ليس هناك أسوأ مما يعيشانه الآن. فإذا أراد المواطن إقامة مناسبة حتى ولو كان ذلك سرادق عزاء فعليه أن يحضر للبنك أولاً الشهود الذين يشهدون بأنه بالفعل لديه ما يدعيه، ثم منصرفاته المفصلة لكي ينال المبلغ المطلوب من البنك بعد مساومات ومزايدات ومناقصات.

 

وكما تذكر جهات اعلامية عديدة فإن القادمين من الخارج أيضاً عليهم تحويل ما لديهم من عملات أجنبية الي العملة الوطنية وإيداعها من ثم في حساباتٍ بالبنوك المحلية يتحتم عليهم افتتاحها هناك. ثم مثلهم ومواطنيهم بالداخل يدخلون في سلك السحب من أموالهم بالكوتة، ومن ثم أصبحت (النقفة) عملة نادرة غير سهل الحصول عليها لإنجاز أعمال تجارية ذات بال. هذه البيئة المفقرة صنعت أدبها واخترعت ألقابها لأشخاص الطغمة الحاكمة وإجراءاتها التعسفية، تلك الآداب المعبرة عن سخطها ونقمتها.

 

 

في رأينا وإن لم نقل إن هذه نهاية المأساة وأن القادم ليس بأسوأ منها، إلا أن الأوضاع في ارتريا قد بلغت درجتها القصوى من السوء، بحيث لا يمكن السؤال عما يمكن أن يفعله النظام مستقبلاً، أي هل يتحسن، أم يزداد سوءاً؟؟؟ إنه بالطبع سيواصل سيره المألوف من سيئ الي أسوأ. لكن علينا أيضاً أن نسأل سؤالاً آخر، وما الذي سوف يفعله أو يمكن أن يفعله الشعب الارتري؟ قد تكون الإجابة: إن تزايد العنف والقبح يصنعان التمرد والانفجار.

بما أن الشعب الارتري يرى ويسمع ما يجري أمام سمعه وبصره مشاهدةً عيانية، فليس من شك أنه سوف ينفجر يوماً ما، وكغيره من الشعوب التي ضاقت بقهر الدكتاتوريين وعسفهم وانتفضت علي جلاديها عند نفاد صبرها، فلصبر شعبنا أيضاً حدود. وأمام شعبنا العديد من التجارب الناجحة والفاشلة. علينا أخذ الدروس والعبر من تجارب انتفاضات تونس وليبيا ومصر واليمن. والتعلم لا شك يأخذ الطيب وينبذ الخبيث من الدروس والتجارب. وعلي رأس ما يجب الانتباه اليه من الدروس أسبقية وأهمية إعداد البديل المنظم والمؤهل لاستلام التركة الثقيلة. إن المتبرمين من حكم الهقدف لا شك كثيرون، وأصحاب المصلحة في إسقاطه عديدون، لكن الشعب هو أول المعنـِـيـِّـــين بتلك العملية. وإذا جرى التغيير فإن الشعب يجب أن يكون صاحب السيادة والقرار لا الجالس علي مقاعد المتفرجين.  

 

Last modified on Wednesday, 24 February 2016 22:26