المبادرة التي يجب أن نعزِّزَها

2015-12-04 10:25:57 Written by  إعلام حزب الشعب الديمقراطي الارتري Published in EPDP Editorial Read 2406 times

خلال 13 – 14 نوفمبر 2015م عقدت بفرانكفورت بألمانيا ورشة علمية خصصت لدراسة الوضع الارتري الراهن، نظم الورشة مشكوراً معهد فلتسبيرغ الألماني، شارك في الورشة عدد مقدر من االأحزاب والتنظيمات السياسية الارترية ومنظمات المجتمع المدني، فضلاً عن أفراد ارتريين دعوا الي الورشة بصفة شخصية كمراقبين. ما طرح في الندوة تمثل في أمرين اثنين: تحليل الوضع الارتري الراهن من جهة ووضع الحلول والأفكار الملائمة للخروج من المأزق الحاضر واستشراف المستقبل المشرق للبلاد من جهة أخرى. 

 

الورشة التي استغرقت يومين لا شك سبقتها تكهنات ومناقشات كثيرة تحلل ماهيتها وأهدافها، ففي أجواء التنافر وعدم الثقة التي نعيشها اليوم يخضع كل حدث جديد للعديد من التأويلات، فقد يتساءل الناس عن مشروعية المكان والزمان والمشاركين والجهة المنظمة أو المستضيفة، فكل جهة ارترية تعطي أجوبتها الخاصة علي مثل هذه الأسئلة اتفاقاً مع الآخرين أو تبايناً عنهم. إلا أن من لديه الإجابة النهائية والصحيحة هو الجهة المنظـِّــمة. فعن معايير اختيار المشاركين مثلاً الأمر يعود الي الجهة المنظـِّــمة لا الي المدْعوِّين. وبخلاف التساؤل عن الموضوعات المختارة للنقاش فإن الأجندة الرئيسية هي ليس ما ورد في الورشة، والتساؤلات هذه لا تحركها سوى أجواء عدم الثقة السائدة بيننا، خاصةً وأن المثل الشعبي يقول: من لدغه الثعبان خاف من الحبل.

 

في رأينا كان التساؤل الجدير بالطرح هو عن مدى ارترية ومواكبة الموضوعات المطروحة في الورشة وليس بالضرورة من نظمها وأين وكيف و...و...الخ. كما أن الأولى بالتساؤل ليس قلة أو كثرة المشاركين، بل مدى استجابة الموضوعات المطروحة لتساؤلات الساعة المطروحة من قبل الاتجاه الغالب من الارتريين. إن تقديم الأسئلة التكنيكية كمعايير المشاركة والتنفيذ علي سؤال محتوى اللقاء هو الذي ظل يؤدي بنا الي الفشل.

الكل يعرف أننا في يوم من أيام مسيرة المعارضة الارترية أنفقنا الكثير من الوقت النفيس والجدل العقيم حول مزايدات من نوع ( لماذا صارت الخرطوم مقراً لمفاوضات توحيد المعارضة بدلاً من الساحة الارترية؟ ). لا أحد ينكر أن قضايانا معقدة وتستحق الصبر والأفق الواسع، لذلك فإن مبادرة فرانكفورت منطلق لمرحلة جديدة في مسيرتنا الطويلة وليست فصل الختام فيها، مما يحتم علي المشاركين فيها أن يسعوا الي إشراك المزيد من القوى وأن تبدي القوى غير المشاركة فيها الاستعداد لتلبية نداء الانضمام الي الركب متى ما طلب منها ذلك، أي أن نكون جميعاً متفائلين ننظر الي الأمام وليس الي الوراء.

 

أبرز مميزات مبادرة فرانكفورت كانت الشفافية، لذا عندما عرض كل المشاركين موجز رؤاهم السياسية لم يصعب علي العشرة ممثل للتنظيمات والمنظمات السياسية والمدنية أن يضعوا توقيعاتهم العشرة علي وثيقة الورشة ذات النقاط العشر التي بعثت برسالة قوية ومبشِّــرة الي الشعب. إن القول بأننا قبل الدخول الي تفاصيل نقاط التفاهم العشر نعتبر أنفسنا أصحاب قضية ورغبة وطنية واحدة وصادقة وحل مشكلاتنا أيضاً يكمن في قوتنا ونحن مجتمعين وليس متفرقين، إن القول والإقرار بذلك والجلوس حول مائدة حوار مستديرة يعتبر في حد ذاته خطوة الي الأمام في البحث عن حلول لقضايانا. ذلك أن اللقاء في ذاته عامل من عوامل الاتفاق وخطوة نحو العمل المشترك. كما أن أي تحرك أو مبادرة نحو عمل وطني مماثل يقوم بها من لم يحالفهم الحظ في حضور الملتقى الحالي يجب أن تعطى لها ذات الأهمية ونفس الثقل. لماذا؟ لأن الحل الأمثل لقضايا المستقبل أيضاً سوف يستخلص من هذه المبادرات التي اتـُّــخِــذَتْ من قبل أصحاب الشأن في مناسبات وملتقيات وأوقات متفرقة.

 

قد يقول البعض عندما يرى أن نقاط الورشة العشر ليست بالأمر الجديد: (وما الجديد إذاً؟). مثل هذا التخوف نابع من تجارب الفشل التي سجلناها في الاتفاق النظري علي المبادئ والفشل في تطبيقها عملياً، لكن الفشل القديم يجب أن لا يظلم الطريق أمامنا، بل يجب أن نوقد من الفشل شموع الأمل ونسير بها إلي الأمام ونترك الفشل وراءنا بإنفاذ ما نتفق عليه. يجب أن لا ننظر الي الفشل كعادة متأصلة، بل كحالة عارضة الي زوال.

 

 

من نقاط فرانكفورت العشر: العمل سوياً لتحقيق التغيير الديمقراطي في ارتريا. فصل الدين عن الدولة مع احترام الدولة لحرية الأديان. بناء العلاقة مع دول الجوار علي احترام السيادة الوطنية لارتريا ووحدة أراضيها. تحقيق المزيد من مشاركة المرأة والشباب في العمل النضالي. اعتماد اللغتين العربية والتجرينية كلغتي عمل للدولة مع ضمان مساواة اللغات الارترية الأخرى. إن هذه النقاط وإن اعتمدت من قبل عدد محدود من المشاركين إلا أنها لا تقصي الآخرين ولا تفتئت علي حقوقهم.

 

من أهداف حزب الشعب الديمقراطي الارتري العمل علي خلق منبر شامل لجميع طلاب التغيير يثق فيه بعضهم ببعض. ولأنه، أي الحزب، يدرك تماماً أن هذا لن يتحقق بين يومٍ وليلة فسوف لن يدَّخر جهداً في الانضمام الي أي منبر يحقق هذا الهدف الوطني النبيل، وتلبيته لدعوة المشاركة في هذه الورشة خير دليل علي هذه الرغبة والروح. وقد أورد الحزب في القرارات السياسية لمؤتمره الأخير أن ( الحزب يؤكد مجدداً علي استعداده التام للعمل مع كل قوى التغيير علي خلق منبر مشترك دون كلل أو ملل )، مؤكداً بذلك علي استعداده الدائم وإيمانه الثابت بقضايا العمل المشترك.

Last modified on Friday, 04 December 2015 11:38