جئت اليكم ممثلا قيادة الحركة الفيدرالية الديمقراطية الإرترية، حاملا رسالتها إليكم ، آملا أن يفتح ما يرد فيها من أفكار وآراء ومواقف بابا جديدا وجادا للحوار بين كل قوي التغيير الديمقراطي المختلفة حول الهم الوطني المشترك. كما أنني أتحدث إليكم هنا بصفتكم شركاء في الوطن نواجه جميعا مهمة وطنية عاجلة - أَلاَ وهي إنقاد شعبنا ووطننا إرتريا من الفناء والدمار.
الإخوة والأخوات المناضلين
نحن في الحركة الفيدرالية الديمقراطية الإرترية تنظيم يحمل رُؤءًا وبرنامجًا سياسيًا مستقبليًا، ولدينا أهداف سياسية محددة ومعلنة، نعتقد أن فيها خيرًا كثيرا لسلامة وطننا وأمنه وإستقراره وتنميته ، ولكن قبل هذا وذاك وفي الوقت الرَّاهن الذي يقمع فيه نظام الهقدف شعبنا وبالحد التي وصلت اليه الأمور الي درجة دمار الوطن وفناء الشعب ، وضمن ترتيب أولوياتنا فنحن في المقدمة أولا وأخيرا وطنيون إرتريون نسعي مع غيرنا من القوة الوطنية جمعاء بإسقاط الهقدف ، وإقامة نظام ديمقراطي تعددي في ظل عدالة إجتماعية ناجزة مقننة في دستور وطني يساهم في وضعه وإجازته الجميع . وإنطلاقا من هذا الفهم فإن الحركة الفيدرالية الديمقراطية الإرترية نري:-
1) في هذا الوقت الذي يواجه فيه شعبنا الفناء وبلادنا الدمار وأن نظام اسياس يفقد كل اسباب وجوده ومبرراته، فإن شعار "إنقاد الشعب والوطن من الفناء والدمار" يجب ان يعلو فوق كل الشعارات والبرامج الحزبية ، وعلي الجميع الإنضواء والتوحد والتنسيق تحت هذا الشعار . ولتحقيق هذا الهدف فإن الحركة الفيدرالية الديمقراطية الإرترية تؤمن وتنادي بالحوار مع كل الأطراف في المقاومة الإرترية مهما أختلفت الآراء والتوجهات ، وذلك لتجاوز أيِّ خلاف مهما كان حجمه ونوعه بين القوي المقاومة للنظام ، وإن الحركة الفيدرالية الديمقراطية الإرترية تسعي لفتح باب الحوار الجاد مع الجميع لبلوغ تلك الغاية بالذات مع تلك القوي التي ظلت خارج التحالف الديمقراطي والمجلس الوطني للتغيير.
2كما انها نرفض في هذا الوقت عقلية الإقصاء المتبادل بين قوي التغيير الديمقراطي، وذلك إعتقادا منا بأن كل الويلات التي يمارسها النظام اليوم هي وليدة "عقلية إقصاء الآخر" بالأمس، وإن مجرد التفكير بالتفرد بعملية التغييرمجددا ، والإعتقاد بأن هناك طرف قادر عليها ومؤهل لها لأسباب تاريخية، والحكم علي عدم قدرة الآخرين وعدم أهليتهم لها لأسباب تاريخية أو لتواجدهم في موقع جغرافي ما، ومن ثم التفكير في إقصاء طرف أو أطراف، سواء من المشاركة في إسقاط النظام أو في المرحلة الإنتقالية أو ما بعدها ، هو في إعتقادنا وصفة جاهزة لديكتاتورية جديدة مقيتة وسوف لن تجد من شعبنا الاّ إزدراءًا، ولو وجدت لها مكانا بيننا سوف يعاني منها شعبنا لأجيال قادمة وإن سقط هدا النظام. كما أن مثل هذا التفكير إن دل فإنما يدل علي عدم الفكاك من عقلية الهقدف الإقصائية التي أوصلت بلادنا الي هذه الهاوية. وإننا نكرر بأن كل البلاءات الحاصلة في بلادنا هي نتيجة ممارسات عملية الاقصاء التي مارستها زمرة الهقدف واننا نحظر بأن تكرار عقلية الأقصاءات وممارستها سوف يؤدي الي نفس النتيجة السابقة ، ولهذا ندعوا الي العمل الجماعي في مظلة واحدة للمقاومة ، ونعتقد بأن مظلاتنا الوطنية القائمة ، مثل التحالف الديمقراطي الإرتري والمجلس الوطني للتغيير الديمقراطي هي منابر وطنية يمكنها أن تسع الجميع مع ضرورة تطويرها وإصلاحها بجهد ومساهمة الجميع - وإننا في الحركة الفيدرالية الديمقراطية الإرترية نعتقد بأن التغريد خارج السرب وإدعاء تملك الحقيقة المطلقة دون غيرك لا يفيد احدا بل يؤدي الي تشرزم قوي التغيير ، كما لا يملك احد حق محاكمة الآخر ومحاكمة برامجه في وقت أن الوطن في امس الحاجة الي صواعد وجهد جميع ابنائه بدون إستثناء.
الإخوة والأخوات المناضلين
3) نحن نعترف ونقر بأن هناك مظالم وقعت على كل الشعب الأرتري، ولكن بدرجات متفاوتة، وهناك جرائم اُرتِكُبَت قبل الإستقلال وبعده، وهناك حقوقًا لم تعد الي أصحابها، وإستحقاقات فردية وجماعية وإجتماعية وإقليمية تم تجاهلها، وثوابت وطنية للتعايش ورثناها عن الآباء تم جحودها، وأخري سطرتها ملاحم وبطولات الثورة والثوار وتم نكرانها. ونحن - في الحركة الفيدرالية الديمقراطية الإرترية ، وكما يعرف الجميع - نحتل موقعا أصيلا (غير قابل للمذايدة عليه من أيًا كان) ، لا يتزعزع في الدفاع عن هذه الحقوق والإستحقاقات، ولم ولن نألوا جهدا عن المنافحة والمدافعة في سبيلها. ولكننا في نفس الوقت نقف علي مسافة واحدة من كل مكونات الاجتماعية فأننا لا ننحاز لأي جهة منه ضد الأخري، وان طرحنا للحل الفيدرالي - الذي يشاطرنا فيه اليوم جل قوي المقاومة أخترناه كحلاً لإشكالاتنا الإرترية في كل بقاع إرتريتنا الحبيبة، وكحُكمًا رشيدا يتحقق من خلاله العدل في دولة تسود فيها حقوق وواجبات المواطنة للجميع،دون أن يطغي ويتجبر مكون اجتماعي علي مكون أومكونات أخري واننا نحلم ونسعي لدولة المواطنة والعدل والديمقراطية. كما أننا كنا ولا زلنا نعتقد جازمين بأن الجهة المسؤولة عن كل ما تم بعد الإستقلال من جرائم وتجاوزات تتحمل مسؤوليته الهقدف وحدها أولاً، وأخيرا.
الإخوة والأخوات في الوطن
وبهذه المناسبة فإننا ومع إقرارنا بحق الجميع السير في الطريق الذي يختارونه، أو ممارسة السلوك السياسي الذي يرونه مناسبا، إلا أننا نري بأن برنامج المرحلة لكل الوطنيين الإرتريين في هذا الوقت هو الإلتفاف حول شعار "إنفاذ الشعب من الفناء والوطن من الإندثار" وتوحيد الجهود كلها: قرشًا فوق قرشٍ، ويدًا فوق يدٍ، ورأي جانب رأي، ورمي حجر تجاه النظام من هذا يتلوه حجرمن ذاك، وكلمة تؤلم النظام من هذا وأخري من ذاك. وفي هذا الصدد فأننا نؤكد بأن علي القوي السياسية والمدنية التركيز علي القضية المركزية الملحة والآنية المتمثلة في اسقاط النظام ورسم ملامح التغيير المنشود والابتعاد عما هو سائد للأسف هذه الأيام من تراشقات مناطقية وبدرجات وإنفعالات متفاوتة، لا تخدم الجميع وأن أقل ما يقال عنها هو أنها تصرف القوي الوطنية المناط بها مهمة إسقاط النظام عن مهمتها الآنية والفورية وتجعلها عرضة لطنين جانبي يربك أداؤها ضد النظام. وأننا ندعوا الجميع التوحد حول إنقاد الشعب والوطن وإستكمال مسيرة إستقلالنا الوطني والإرتفاع الي مستوي تطلعات مكوناتنا الاجتماعبة وتفويت الفرصة علي النظام الذي يحاول دق أسافين الفرقة والشقاق بيننا لإطالة عمره الإفتراضي الذي انتهي منذ أمد بعيد. وليستوعب الجميع بان مسئولية التغيير الديمقراطي هي مسئولية مشتركة بين كل الوطنيين الإرتريين، وهي ليست فرض كفاية حتي ينصرف عنها البعض الي قضايا غير ملحة وغير ممكنة في الوقت الحالي، وعلينا إنقاد البقرة أولا قبل التنازع علي حليبها، وكل إقليم أو منطقة أوفئة إجتماعية تتحمل مسئولية جزئية من هذا العمللأنه واجب من واجباتها الآنية والمستقبلية تجاه الوطن.
الإخوة والأخوات المناضلين
إننا نعتقد بأن مهمة تحديد مستقبل إرتريا حربا أم سلما هي مسؤولية الشعب الأرتري وحده أولاً وأخيرا، وإن مهمة إسقاط الهقدف هي مسؤولية حصرية للشعب وقواه المناضلة ، وأن كل من يمد يد العون والمساعدة من دول الجوار أو المجتمع الدولي في هذه الزمن العصيب ضمن الثوابت والأهداف الإرترية فهي معونة يستحق عليها الشكر والتقدير، وإن أي تنظيم أو مناضل إرتري واثق من نفسه ، مؤمن بقضيته ، معتد برسالته، متمسك بكرامته ، يري طريقه بوضوح لا يجب عليه التردد أو الخوف من قبول العون غير المشروط من جيرانه في حدود تلاقي الأهداف وتماسها، وإن مدي إستقلالية القرار لأي جهة من عدمه يعتمد علي الجهة نفسها دون غيرها، وإن درجة التعامل ومستوي التأثير وقبول النصح من عدمه يعتمد علي درجة الإرادة الذاتية للجهة وحدها، ولا احد يستطيع إجبارها عليه . وإن الحديث الممجوج عن العداء الأزلي بين الشعب الإرتري وجيرانه - بالذات مع إثيوبيا - هو أمر لا يقول به إلا من يعاني عدم الثقة في ذاته. وإن إثيوبيا هيلي سلاسي أو الدرق ليست بالطبع هي إثيوبيا اليوم، وإن التعامل مع إثيوبيا أو السودان وبقية الجيران حربا أم سلمًا قدر من أقدار الشعب الإرتري بحكم واقع الجغرافية والتاريخ . وإننا نعتقد علي أن مسألة التواجد في إثيوبيا من عدمه لا يمكن أن تكون شماعة للتخلف عن العمل الجماعي للمقاومة الإرترية ولا يمكن أن تكون سببا في تدابر قوي المقاومة وعدم إجماعها علي خارطة طريق نحو إسقاط نظام إساياس.
الإخوة والأخوات
5) وأخيرا ، فإننا إذ نشكر حزب الشعب الديمقراطي لدعوته لنا للمشاركة في هذا المهرجان ، فإننا في نفس الوقت نؤكد بأن ما ورد في كلمتنا هذه ليس موجها لجهة بعينها، وإنما هو موجه للجميع بما فيه أنفسنا ، والغرض من إثارته هو الرغبة في حوار جاد لجمع شمل كل قوي المقاومة وتوجيه طاقاتها تجاه أنقاذ الشعب والوطن.
ودمتم للنضال
وفدراليتا للشراكة والعدل والدمقراطية المبنية علي التوافق