الهقدف: الموطئ والإبحار
2016-04-27 16:52:04 Written by اعلام حزب الشعب الديمقراطي الارتري Published in EPDP Editorial Read 2578 timesتقول الأمثال العامة: إن ثقب القربة ( جراب جلدي لحفظ الماء ) قد يقع وقت النفخ، فإن لم يكن فعند السلخ، وعن القربة أيضاً هناك المثل العربي السائر (يداك أوكتا وفوك نفخ) وذلك في تحميل المسئولية للمتضرر جراء أسباب ذاتية تعود اليه وحده، والهقدف منذ أن تحقق الاستقلال بدأ يحكم الشعب ويدير البلاد بأسلوب قمعي وطائش وقربة مثقوبة، استخف بالشعب وخانه، وألغى كل رأي مخالف، حتى لو كان من رفاق النضال والبندقية، بل تنكر لاسم التنظيم التاريخي وتركه الي الهقدف، ولم يكن المناضلون والشعب هم ضحاياه الوحيدون، بل أرهب نظام الهقدف دول الجوار والمجتمع العالمي وأقلق راحتهما.
لقد حيرت سياسته الخارجية الرعناء العالم، فعدها تجربةً فريدة وغير مسبوقة تستحق الدراسة، لذلك كنا نتوقع من المحتارين إزاء هذه السياسة التي ذاقوا المر من ثمرها أن يطابق موقفهم منها تقييمهم لها، ولكن ذلك لم يحدث، مما مكن النظام من استغلال هذا الموقف الخارجي الرخو تجاهه في ممارسة المزيد من الغطرسة في شؤون الداخل والخارج، بل أيضاً لم يترك أساليبه المخادعة ومسرحياته الفجة تجاه الجميع، لكنه مهما حاول ذلك لم يتمكن من تغطية وتكذيب ممارساته العملية التي تفضح ما يصرح به من أكاذيب وما يصنعه من مسرحيات. مقتلة معسكر ماي حبار لمعوقي حرب التحرير، مجزرة اعتقال مجموعة الخمس عشر القيادية (جي ففتين)، إغلاق الصحف المستقلة واعتقال ملاكها وصحفييها، سياسة قتل عابري الحدود الي دول الجوار هاربين بجلدهم، تعامله اللا إنساني مع مأساة لامبيدوزا، وأخيراً مجزرة الثالث من ابريل 2016م بالعاصمة أسمرا لمجندي الخدمة الإلزامية. تلك وغيرها من الممارسات القمعية الممعنة في العجرفة والقسوة واللا اكتراث تقف شاهد إدانة لهذا النظام ومكذِّب لادعاءاته التي يطلقها للاستهلاك الدبلوماسي.
لقد عرَّى النظام نفسه أمام الملأ المحلي والعالمي حتى أطلق عليه العالم لقب كوريا الشمالية افريقيا، ومن فشل في الداخل لن ينجح في الخارج، لأن السياسة الخارجية انعكاس للسياسة الداخلية، لذلك أصبح داخلاً وخارجاً معزولاً وعدواً للشعب. لكنه ما بقي حياً يصارع الموت لن يدع ممارساته الانتحارية اليائسة وحشرجات النزع الأخير داخلاً أو خارجاً، واليوم ومهما حاول الخداع فإن من أفاقوا من سكرة الإعجاب به أكثر ممن لا يزالون راكعين تحت أقدام صنم النظام جهلاً أو تجاهلاً. لقد ركع النظام للاتحاد الاوربي وأقسم أنه سوف يحسن من سيره وسلوكه تجاه شعبه والخارج فنفحه الاتحاد ببضع مئات ملايين اليورات. لكنه سرعان ما فقد الصبر علي الكشف عن هويته البائسة المطلية بمساحيق الخيانة والخداع فتعطلت أو حجبت عنه المنحة الأوربية ولو الي حين، وحتى ما ادعاه من تحديد وتقنين مدة الخدمة العسكرية الإلزامية لم يلبث أن فضح كذب تعهده به عبر ارتكابه مجزرة الثالث من ابريل 2016م بحق مجندي الخدمة الإلزامية المفرَّغين لخدمة النظام بالسخرة. إن ما حدث في تلك المجزرة لم يستغربه الشعب من هذا النظام ولكن زاده حزناً علي أحزانه.
الهقدف بالطبع لن يترك عاداته حتى الرمق الأخير، لكن ليعلم هو وأعوانه، أنه من اليوم فصاعداً، لن يجد أرضاً يطأها مطمئناً بثبات ولا بحراً يبحر فيه دون أن يغرق، وهناك لن يجد أمامه طوق نجاة يتلقفه، لذلك سوف يصارع أمواج الرحيل مضحياً أمامه بكل من يقف في طريقه، لذلك وحتى لا يتضاعف عدد الضحايا كل يوم يجلسه هذا النظام علي عرش السلطة فلنعمل علي التعجيل بنهايته متكاتفين ومتعاضدين بكل ما نملك من قوة، واضعين في ذات الوقت كل ظروف الانتقال الحساسة وما تتركه من مهمة ثقيلة تتطلب من الجميع العمل سوياً علي إعادة بناء وترميم ومعالجة جروح الوطن والمواطن.