لنبني بيننا جسراً لا جداراً عازلا
2016-02-26 14:27:08 Written by اعلام حزب الشعب الديمقراطي الارتري Published in EPDP Editorial Read 2458 timesنعتقد أن التشتت والتباين في وسائل ووجهات العمل بوجود واجبات ورغبات عمل مشترك أمرٌ ضار بالأعمال والمصالح المشتركة، ذلك أن مثل هذا السلوك في العمل أو الأداء يجهد ويشتت طاقاتك، يقلص قدرتك علي إنفاذ المهام الموكلة اليك، ويقلل من طاعة مرؤوسيك في العمل. كما أن ما جمعته من وسائل ومعدات يكون مفيداً وذا عائد كلما كان محشوداً لإنجاز مهمةٍ ما، وهكذا فكل عمل جامع ورغبة مشتركة يسهل تحقيقهما كلما كان العمل علي إنجازهما مخلصاً ومشتركاً.
وكما يعتبر الهدم أسهل من البناء قد يبدو العمل المتناقض وغير المنسق لإنجاز مهمة واحدة أسهل من إنجازها جماعياً، لكن نتاج ذلك العمل لن يكون ذا عائد مجزٍ، لذا بدلاً من العمل المنفرد وغير المجزي لإنجاز مهمة خفيفة الوزن، من الأفضل أن نصبَّ جهودنا في عمل جماعي قد يبدو شاقاً لكنه ذو عائد. ذلك أن العبرة من أي عمل أو مجهود إنما هي بالنتائج. إن العمل المجزي المنجز بالجهود المشتركة وللصالح المشترك قد يكون عالي الثمن، إلا أن الثمن يتماشى مع ثقل الإنجاز وعائده، بيد أنه بوجود الرغبة والاستعداد مع الضمير الناصع والرؤية المسئولة والمتسعة الأفق للأمور لن يكون ارتفاع الثمن المدفوع أمراً مزعجاً ولا القدرة علي دفعه مستحيلة.
من الأثمان والتضحيات التي يجب دفعها في هذا الصدد: أ/ الإقرار بأن المهمة المشتركة تهم الجميع. ب/ عدم السعي الي البت المنفرد في كل الأمور الصغيرة والكبيرة ووضعها من ثم في قالب سياسي ضيق. ج/ أن لا تقف مكانك وتنتظر أن يأتيك الآخرون للعمل معك وفق رؤيتك وتوجيهاتك فقط. د/ وعلي العكس يجب أن تتعامل مع ذلك بمبدأ أن تتقدم خطوتين لمن تقدم نحوك خطوة. هـ/ جدولة وتنظيم المهام وفق ثقلها وأهميتها وعدم إضاعة الوقت والمال والجهد في المهام الثانوية. و/ التمتع بروح رياضية والمرونة والاستعداد للتنازل إذا تطلب الأمر ذلك ورؤية الأمور وتقييمها من جميع الزوايا والاتجاهات.
لا شك بالنسبة لصاحب الضمير الوطني المخلص لن تكون تلك بالتضحيات غير مستحقة. لذا بدلاً من أن نبني بيننا جداراً فاصلاً يمنعنا من العمل المشترك يجب أن نفتح بيننا كوة أو نبني جسراً للتواصل والعمل سوياً وجني ثمار عملنا المشترك معاً. علي أن تكون القناة الواصلة بيننا متينةً لا تجرفها السيول، ولن يتسنى لقناتنا تلك أن تكون متينة إلا إذا كانت ناجحة في نقلنا من التجافي الي التواصل ومن التباعد الي التقارب.
نحن من جانبنا نرنو الي قضيتنا، قضية قوى المعارضة الارترية بهذه المناظير والمقاييس المذكورة أعلاه، لكن المهمة المنصوبة أمامنا مهمة من الوزن الثقيل، إنها معركة إسقاط نظام قمعي وإبداله بنظام شعبي عادل. والوصول الي هذا الهدف يتطلب توفر شروط ضرورية، وأول هذه الشروط هدم جدار عدم التواصل بيننا وبناء جسر التواصل والتفاهم بقلبٍ مفتوح، وبناء الجسر هو الآخر يتطلب النوايا والأعمال المشتركة لبنائه، والعمل سوياً أو عدمه ليس العامل الحاسم في نجاحنا أو عدمه فحسب، بل في وجودنا من عدمه. ولسنا هنا بحاجة الي التفصيل في بحث أي المراحل والمستويات قد بلغنا في إنجاز هذا الشرط الضروري. كل ما في الأمر هو أن نعترف بأننا لم نشرع في إنجازه بعد، بل علي العكس أبدلنا الجسر بيننا بجدار عازل، فلنعترف بواقعنا ونجدد العزم والسير من جديد.