مشروع حزب الشعب الديمقراطي الارتري للعمل المشترك بين تنظيمات المعارضة الارترية

2017-06-11 19:52:53 Written by  اعلام حزب الشعب الديمقراطي الارتري Published in EPDP News Read 2707 times

خلال الستة وعشرين سنة المنصرمة من عمر الاستقلال الوطني تعرض الشعب الارتري لمخاطر شاملة تتهدد وجوده، ولا يختلف اثنان في أن السبب في ذلك هو نظام الهقدف الدكتاتوري، بيد أن وضع جميع الأسباب والعيوب في سلة النظام يعيق تحرك المعارضة نحو إصلاح ذاتها وتحسس مواقع ضعفها، مما أدَّى ويؤدي دوماً الي إطالة عمر النظام.

 

مع كل ما اعترى المعارضة من ضعف وقصور إلا أن قدرتها علي تأكيد وجودها علي أرض الواقع أمر يحسب لها مهما كانت أدوارها ضئيلة ومتفاوتة في قوتها. كما لا ننسى جهود المعارضة في حل مشكلاتها ومساعيها الوحدوية ومحاولاتها تأطير نفسها في أطر وتحالفات جبهوية. ومما هو جدير بالتنويه والإشادة في نضالات المعارضة لمعالجة مشكلاتها اتفاقها علي تحديد الحد الأدنى من نقاط اتفاقها واختلافها. النقاط الواردة أدناه تكاد لا تخلو منها وثيقة من وثائق تنظيمات المعارضة الارترية لذا يجب أن نعتبرها حجر الأساس الذي نقيم عليه اللبنة الأولى لمشروع العمل المشترك بيننا، ألا وهي الآتي نصها:

 

1-    المحافظة علي السيادة الارترية

2-    إسقاط نظام الهقدف الدكتاتوري واستئصال دعائمه القمعية

3-    إبدال نظام الهقدف الدكتاتوري بنظام ديمقراطي شعبي تعددي

4-    الإقرار بحكم القانون والحقوق الديمقراطية وكافة الحريات الأساسية للشعب

 

عند تقييمنا لمسيرة العمل المشترك ماضياً وحاضراً وإن كانت مظلاته الجامعة لا بأس بها إلا أنه كثيراً ما كان ينقصها أن تكون أوعيتها المشتركة شاملةً للجميع. إن ما قامت به المعارضة من جهود لتقوية وتعزيز معسكر المعارضة من محاولات اندماجية أو جبهوية يجب أن يكون من مرغباتنا في بذل المزيد من تلك الجهود لا وضع المعيقات أمامها.

 

وضعنا الراهن يحتم علينا الخروج من حالة التقوقع والانطواء علي الذات الي رحاب أعلى مستويات العمل المشترك. يجب أن نشرع فوراً في تكوين مظلة وطنية جامعة تشمل المؤطرين في أطر جبهوية وغير المؤطرين. علينا الاستفادة من جميع أخطائنا السابقة لتحويل معسكر المعارضة الي قوة فعالة في مواجهة الهقدف عدوها المشترك.

 

من أبرز سلبيات عملنا المظلي المشترك في السابق قيامه في ظل أجواء تسودها روح التنافس الشديد، الأمر الذي أربك ترتيب أولوياتنا. إن من أولى أولوياتنا الآن إزالة الدكتاتورية الجاثمة علي صدر شعبنا. لكننا بدلاً من أن نقدم المقدم من الأولويات أخرناه وقدمنا المؤخر والثانوي من الأولويات. إن عدم مراعاة ترتيب الأولويات بعثر جهودنا ودفن عملنا المشترك في غياهب التنافس الأعمى. وإذا استمر الحال هكذا فسوف يطول عمر الدكتاتورية ويزداد شعبنا بؤساً وضياعاً.

 

لكي يتغير الحال البائس، ويقصر أمد الدكتاتورية، ويتحسن حال شعبنا ويزدهر، فإن حزب الشعب الديمقراطي الارتري يناشد جميع من يهمهم أمر العمل المشترك لاستئصال الدكتاتورية الخروج من هذه المتاهة ووضع حصان العمل المشترك أمام عربة ذلك العمل.

 

حزب الشعب الديمقراطي الارتري منطلقاً من هذا الفهم الذي لا يخلط بين الأولويات ولا تسيطر عليه روح التنافس والاحتواء يتقدم بهذا النداء الذي نرى أن يكون محل إجماع والتفاف الجميع، كما يبدي الحزب استعداده التام للجلوس علي مائدة الحوار مع من لهم الرغبة الملحة والمصلحة الأكيدة في تلبية مطلب بناء مظلة وطنية جامعة اليوم قبل الغد.

              

هذه المظلة الجامعة سوف تصب جميع جهودها في التصدي لمهمة إسقاط النظام الدكتاتوري، وبما أن جميع القوى والعناصر المكونة للمظلة هي الأخرى يجمعها معاً هدف إسقاط النظام لابد أن تعطي الهدف المشترك الأولوية القصوى. علي أن يقاس جهد وإسهام أيٍّ من مكونات المظلة بمدى الإخلاص في خدمة الهدف المشترك وحجم العطاء والمساهمة في إنجازه.

 

ما أقمناه من أحزاب أو تحالفات جبهوية هي الأخرى يجب أن تخدم الهدف المشترك لا أن تعيقه، لذلك واضعين في الاعتبار قدسية الهدف المشترك نتوجه بالنداء الحار لكل التنظيمات والتحالفات القائمة كي تتحاور ثنائياً وجماعياً من أجل إقامة كيان مظلي جامع قوي وفعال.

  

هذا الكيان الجامع يجب أن يسخر جهده بالدرجة الأولى في خدمة المهام التالية:

 

1-    تكوين وفد خارجي مشترك ناطق باسم معسكر المعارضة في المحافل الخارجية: جهودنا الدبلوماسية المتفرقة لم تعد مجدية، وكل الجهات الصديقة التي نلتقيها تنصح بالعمل المشترك لمعسكر المعارضة، لذا فإن تفويض وفد خارجي مشترك سوف يجعل عملنا المعارض أكثر فاعلية، بالطبع لن توقف التنظيمات السياسية والمنظمات المدنية نشاطها الدبلوماسي القائم الآن، لكن المطلوب منها أن تسخر كل مكاسبها الدبلوماسية وغيرها في خدمة المهام المشتركة، علي أن يتكون الوفد من عناصر ذات تجربة وكفاءة في العمل الدبلوماسي دون اشتراط انتمائها جميعاً الي التنظيمات المكونة للكيان الجبهوي. يلتقي الوفد بالهيئات الحكومية وغير الحكومية لجلب الدعم المادي والأدبي للمعارضة. يصدر البيانات ويخاطب المحافل الإقليمية والدولية باسم معسكر المعارضة. يكون الوفد مسئولاً أمام الكيان المشترك وفي ذات الوقت يتمتع بحرية اتخاذ ما يراه مناسباً من الخطوات والسياسات الفعالة الداعمة لعمله. يتلقى الوفد الموجهات والخطوط العامة من قيادة الكيان ويقدم لها تقارير نشاطاته.

 

2-    إقامة جهاز اعلامي مشترك يتحدث باسم معسكر المعارضة:

     أداؤنا الاعلامي المتفرق أيضاً لم يعد مجدياً، لذا علينا إقامة أجهزة اعلامية ناجعة تتحدث باسم الكيان وتكون مسئولة أمام قيادته ويعمل بها خبراء اعلاميون من تنظيمات الكيان وخارجها. بالطبع المؤسسة الاعلامية المشتركة ليست بديلاً عن عملنا الاعلامي المنفرد المملوك للأفراد والتنظيمات والمنظمات. لكن بالضرورة الكل مطالب بإعطاء الأولوية للعمل المشترك.

     

3-    إقامة هيئة لإدارة ومتابعة العمل الجماهيري:

إقامة هيئة تعمل علي توسيع دائرة القواعد الجماهيرية لمعسكر المعارضة، ذلك علي الرغم من أن الشعب هو الخلفية الداعمة للعمل السياسي المعارض، إلا أن العمل في هذا المجال لم يأخذ نصيبه المستحق من الانتباه والمتابعة. الأمر الذي أجبر الشعب علي اتخاذ المبادرات الذاتية لتنظيم نفسه، إلا أن تلك الجهود لا شك تعتريها روح المنافسة التي تعاني منها الساحة السياسية الارترية ككل. لذا تكثر الصراعات والمشادَّات في العمل المتفق علي محتواه وهدفه بدلاً من التعاون علي إنجازه. ومع نقدنا لهذه الروح السالبة في العمل الجماهيري المشترك نشيد بالمبادرات الذاتية مثل لجان المدن التي تنسق بين كل الراغبين في العمل لإسقاط النظام علي مستوى المدينة الواحدة، كما يجب علي الآخرين غير المنظمين الاحتذاء بهذا النموذج لدعم وتمثيل المعارضة في جميع أنحاء العالم، وبذلك ننجز سوياً – الشعب وقواه السياسية – المهمة الملقاة علي عاتقنا -  مهمة إسقاط النظام الدكتاتوري الغاشم.مثل هذه الهيئة المكلفة بإدارة ومتابعة العمل وسط الجماهير يمكن تكوينها من التنظيمات الارترية، علي أن تنسق الهيئة عملها مع لجان المدن السابقة التكوين وترفع تقاريرها لقيادة المظلة الوطنية.

 

المظلة المراد إقامتها تتخذ من المهام الثلاث أعلاه منصة انطلاق للعمل المشترك وتتطور حسب الظروف والأجواء الي مرحلة ومستوى أكثر تطوراً وفعالية.

    

حزب الشعب الديمقراطي الارتري يبدي استعداده التام ورغبته التامة للتحاور فوراً مع كل من يبدي الرغبة والاستعداد لتقبـُّــل مشروعه هذا والتحاور حوله ومن ثم لعب دوره في إقامة الكيان الوطني المعارض.

 

تأبـَـى الرماحُ إذا اجتـَــمـْــعـْــــنَ تكســُّــــرا ***** وإذا افـتـَـــرَقـْــنَ تكســَّــــــرتْ آحادا

حزب الشعب الديمقراطي الارتري

4 يونيو 2017م

Last modified on Sunday, 11 June 2017 22:00